لم يأبه القاطنون في مناطق سيطرة النظام السوري، للترتيب المتدني الذي حصل عليه مجددًا “جواز السفر السوري” كأسوء ثالث جواز سفر في العالم.
وردّ كثيرون على التصنيف العالمي الجديد للجواز السوري، بأن “الأمر غير مهم، وأن الأهم من كل ذلك هو الحصول عليه من أجل الهجرة خارج سوريا”.
وتناقلت عدة مصادر متطابقة عن شركة “هينلي وشركاء الاستشارية العالمية للمواطنة والإقامة”، تصنيفها لأقوى وأسوأ جوازات السفر في العالم، ليتذيل جواز السفر السوري القائمة.
ووفقا للشركة، تصدرت اليابان وسنغافورة الترتيب العالمي، حيث يتيح جواز سفر البلدين للمواطنين زيارة 193 دولة حول العالم دون تأشيرة.
واحتلت كوريا الجنوبية مع ألمانيا المرتبة الثانية في الترتيب العالمي لجوازات السفر، مع وصول عدد الدول التي يتيح جواز السفر الكوري للمواطنين التنقل إليها دون تأشيرة إلى 190 دولة.
وجاءت أيضا فنلندا وإيطاليا ولوكسمبورغ وإسبانيا في المركز الثالث، بينما أتت النمسا والدنمارك في المركز الرابع، وفرنسا وأيرلندا وهولندا والبرتغال والسويد في المركز الخامس.
وفي المرتبة الـ 109 حول العالم جاءت كوريا الشمالية، حيث يتيح جواز السفر الكوري الشمالي للمواطنين دخول 39 دولة في العالم دون تأشيرة.
واحتل جواز السفر السوري، المرتبة 108، أي ثالث أسوأ جواز سفر في العالم، بـ 29 وجهة سفر متاحة فقط.
أمّا جواز السفر الأفغاني فاحتل مرتبة أسوأ جواز سفر، فيما تلاه في المرتبة الثانية جواز السفر العراقي. ومن ثم، جواز السفر السوري.
ويعد مؤشر “هينلي” لجوازات السفر تصنيفا عالميا يشمل 199 دولة في العالم عن جوازات السفر الأكثر ملاءمة للسفر، وذلك استنادا إلى بيانات صادرة عن الاتحاد الدولي للنقل الجوي.
وتفاعل القاطنون في مناطق سيطرة النظام السوري بـ “لا مبالاة واضحة” تجاه التصنيف السيء لجواز السفر السوري، إذ قال كثيرون إنه “ليس المهم المرتبة.. المهم أن نحصل عليه ونهج (نهاجر)”.
وأشار آخرون إلى معاناتهم في الحصول على جواز السفر داخل مناطق النظام، بسبب مماطلة إدارة الهجرة والجوازات في منحه للمواطنين، وهذا ما رصدته منصة SY24، حيث قال البعض منهم “مضى على تقديمي طلب الحصول على جواز السفر أكثر من 50 يومًا، وحتى الآن لم أحصل عليه”، وذكر آخرون “أن إدارة الهجرة والجوازات تماطل بحجج واهية وبأنه لا دفاتر لديها لطبع المعلومات عليها”.
وبدأت تطفو على واجهة الأحداث الحياتية في مناطق النظام السوري مسألة “الهجرة”، إذ يرجع كثر من الموالين الأسباب إلى الظروف الاقتصادية التي تتفاقم يومًا بعد يوم.
وقبل أيام، أفادت عدة مصادر متطابقة بوجود أزمة في مناطق سيطرة النظام تتعلق بمنح المواطنين جواز السفر، في حين يدّعي النظام وعلى لسان وزير داخليته أن مشكلة التأخر في إصدار جوازات السفر تعود إلى أسباب فنية بحتة، في حين بيّنت ذات المصادر أن هذه المشكلة تعاني منها أيضًا قنصلية النظام في مدينة إسطنبول التركية والتي بدورها بدأت تتأخر في منح جواز السفر للسوريين.
وفي حزيران/يونيو الماضي 2020، دعت “المنظمة العربية الأوروبية لحقوق الإنسان”، كافة الدول المعنية بملف اللاجئين السوريين، إلى عدم اعتبار جواز السفر السوري ذا صلاحية محدودة تنتهي بتاريخ معين، وإنما اعتباره ساري المفعول حتى انتهاء الأزمة السورية، إضافة لعدم الضغط على اللاجئين السوريين وإجبارهم على التعامل مع النظام السوري والمساهمة بتمويل آلة قمعه وقتله.