كشفت المعارضة الإيرانية عن معلومات جديدة تتعلق ببرنامج الطائرات المسيرة الذي تديره ميليشيا “فيلق القدس” التابعة لقوات الحرس الثوري، وعلاقة هذا البرنامج بتواجد مصانع لتجميع قطع الطائرات المسيرة بإشراف الميليشيات الإيرانية في سوريا.
جاء ذلك بحسب تقرير وصل لمنصة SY24 من “المكتب الإعلامي لمجلس المقاومة الإيرانية”.
وجاء في التقرير أن “النظام الإيراني ينفق مليارات الدولارات على برامج الصواريخ والطائرات المسيرة، بينما يعيش 80 %من الشعب تحت خط الفقر وميزانيات الرعاية الصحية والتعليم والمتطلبات الوطنية الأخرى أقل بكثير من النفقات العسكرية. وخلال السنوات القليلة الماضية، هتف الشعب الإيراني: لا لغزة ، لا للبنان ، روحي فداءٌ لإيران، واتركوا سوريا بحالها وفكروا في حالنا”.
وأشارت المعارضة الإيرانية إلى أن ميليشيا “فيلق القدس” تم تزويده ببرنامج الطائرات المسيرة ليتولى مهمة ايصال هذه الطائرات الى مرتزقته وميليشياته في المنطقة، حسب ما كشفت عنه.
وأضافت أن قسم التدريب في “فيلق القدس”، يتولى مسؤولية تدريب مرتزقة النظام ووكلائه في ثكنة “الإمام علي”، و يتم إرسال المتدربين بعد ذلك إلى أقسام مختلفة بناءً على نوع التدريب على الطائرات المسيرة الذي يحتاجون إليه.
وبالإضافة إلى التدريب على استخدام الصواريخ والعمليات التخريبية يوفر قسم تدريب فيلق القدس تدريبًا منهجيًا على استخدام الطائرات المسيرة، حسب المصادر ذاتها.
وكشفت عن أنه “يوجد داخل دائرة لوجستيات (فيلق القدس)، المكتب المسؤول عن تهريب الأسلحة والمعدات إلى العملاء في دول المنطقة، ويستخدم الفيلق العديد من الممرات الجوية والبرية والبحرية لإرسال الأسلحة والمعدات، بما في ذلك أجزاء الطائرات المسيرة، إلى دول المنطقة”.
ولفتت إلى أن ميليشيا “فيلق القدس”، تعمل على إرسال بعض هذه المعدات المخبأة في حاويات بالشاحنات إلى العراق وسوريا ولبنان عبر الحدود البرية، كما يتم إرسال معدات أخرى على متن قوارب قوات الحرس الثوري عبر الموانئ التي تسيطر عليها هذه القوات إلى اليمن ومناطق أخرى.
وأكدت أن “فيلق القدس يقوم بتهريب بعض أهم اجزاء الطائرات مثل المحركات والمكونات الإلكترونية من دول أجنبية، وينتج مكونات أخرى مطلوبة داخل إيران”.
وأشارت إلى أن “إرسال الطائرات المسيرة إلى سوريا يتم على شكل قطع، وعند وصولها تقوم قوات الحرس بتجميعها في ورشاتها ومصانعها في سوريا، إذ يتم شراء بعض الأجزاء، مثل محركات الطائرات المسيرة، مباشرة من الصين ويتم شحنها إلى سوريا”.
وتحدث التقرير عن المواقع والمعلومات وتفاصيل أنشطة 4 مراكز تتعلق بتصنيع الطائرات المسيرة في إيران، موضحا أن هذه المراكز من بين 8 مراكز ومواقع مسؤولة عن تصنيع الطائرات المسيرة في إيران، يعمل بعضها تحت “هيئة صناعات الطيران” التابعة لوزارة الدفاع، فيما تتبع مراكز اخرى القوات الجوية للحرس الثوري أو القوات المسلحة، ويعمل بعضها تحت ستار المؤسسات الخاصة.
وتعقيبًا على ذلك قالت “سونا صمصامی” ممثلة المجلس الوطني للمقاومة الإیرانیة في أمریکا، حسب ما وصل لمنصة SY24، إن “الطائرات المسيرة هي واحدة من الأسلحة الأساسية التي يستخدمها النظام الإيراني لتصدير الإرهاب وإثارة الحروب، ولهذا السبب، استثمرت طهران، على مدى العقد الماضي، بكثافة في إنتاج الطائرات المسيرة على الرغم من التحديات الاقتصادية الهائلة”.
ونوّهت المعارضة الإيرانية، إلى أنه “في سياق الصراع السوري، استخدمت قوات الحرس الثوري باستمرار الطائرات المسيرة لتحديد ومهاجمة قوات المعارضة السورية ودعم قوات النظام السوري”.
وبيّنت أن “عددًا من أفراد قوة الجوفضاء التابعة لقوات الحرس الثوري يتمركزون حاليًا في سوريا (اعتبارًا من صيف عام 2021)، في أحد المطارات المستخدمة لتشغيل الطائرات المسيرة هو مطار تدمر، ويقوم أفراد قوة الجوفضاء التابعة لقوات الحرس الثوري الإيراني، بالذهاب إلى هذا المطار للقيام بالمهام المطلوبة”.
وكان المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية قد كشف خلال العقدين الماضيين عن عشرات من أهم مواقع ومراكز البرنامج الايراني للأسلحة النووية، والبرنامج الصاروخي في المنطقة.
وفي أيلول الماضي، أفادت عدة مصادر متطابقة بأن إيران أدخلت أسلحة عن طريق العراق إلى شرقي سوريا، وأن تلك الأسلحة كانت مخبأة في شاحنات لنقل الخضراوات.
وأكد الكاتب والباحث في الشأن العراقي “جاسم الشمري”، إن إدخال الميليشيات الإيرانية الأسلحة والصواريخ وإخفاءها ضمن سيارات لنقل الخضراوات يأتي خوفا من أي استهداف لها من طيران التحالف الدولي.
يشار إلى أن ميليشيات إيران تسيطر على عدة مدن وبلدات في ريف ديرالزور الشرقي، وتقيم فيها العشرات من القواعد العسكرية أهمها قاعدة “الإمام علي” في بادية مدينة “البوكمال”، بالإضافة إلى سيطرتها ت على معبر البوكمال البري عند الحدود السورية – العراقية، والتي تعد البوابة الرئيسية لدخول الميليشيات الإيرانية والعراقية الموالية لها إلى سوريا.