شنت “قوات سوريا الديمقراطية” حملة مداهمات استهدفت من خلالها عدداً من أحياء مدينة الرقة، وأيضاً القرى والبلدات المحيطة بها، بالإضافة إلى مداهمتها بعض المخيمات التي يقطنها نازحون من خارج المدينة، وذلك خلال أيام الحظر الكلي الذي فرضته “الإدارة الذاتية” على المدينة بسبب تفشي جائحة كورونا فيها.
حملة المداهمات التي شنتها “قسد” في مدينة الرقة والريف المحيط بها، نتج عنها اعتقال عشرات المدنيين، بعد توجيه تهم مختلفة لهم، كان أبرزها “الانتماء إلى تنظيم داعش، والتعاون مع فصائل المعارضة السورية الموالية لتركيا”.
وذكرت مصادر محلية، أن المداهمات طالت عدداً من المخيمات التي يقطنها نازحون من المحافظات السورية الأخرى، حيث تم اعتقال 15 شخصا، ينحدرون من محافظات حمص وحماة، ويقطنون في مخيم “سهلة البنات” شمال شرقي مدينة الرقة، بتهمة التواصل مع فصائل المعارضة السورية.
بينما نوهت المصادر ذاتها إلى عدم قيام “قوات سوريا الديمقراطية” بتوجيه تهمة “التعامل مع النظام السوري” إلى أي من المعتقلين، بالإضافة إلى عدم اعتقالها أبناء المدينة المعروفين بسفرهم إلى دمشق ولقاء المسؤولين في حكومة النظام السوري.
“جاسم المحمد” نازح من مدينة ديرالزور، يقيم في مدينة الرقة، ذكر أن “أغلب عمليات المداهمة التي نفذتها قسد في مدينة الرقة، استهدفت النازحين من مدينة ديرالزور وباقي المحافظات السورية، والذي يقطنون في مدينة الرقة أو في المخيمات المنتشرة حولها”.
وقال في حديث خاص مع منصة SY24، إن “قسد استغلت الحظر الكلي الذي فرضته بسبب تفشي جائحة كورونا، من أجل تنفيذ عمليات الاعتقال، وذلك لضمان عدم تواصل المطلوبين مع أي شخص آخر وعدم خروجهم من المنزل”.
وأضاف أن “هدف قسد من هذه العمليات هي اعتقال جميع المعارضين لسياساتها في المنطقة، وليس اعتقال المتهمين بانتمائهم لتنظيم داعش أو الجيش الوطني السوري، ولهذا أغلب الذين تم اعتقالهم هم بريئين من هذه التهم وليس لهم أي ارتباط بأي تنظيم أو فصيل عسكري خارج مدينة الرقة”.
ويعيش في مدينة الرقة منذ إعلان “قوات سوريا الديمقراطية” السيطرة عليها بالتعاون مع قوات التحالف الدولي إثر انسحاب تنظيم داعش منها، عدد كبير من أبناء محافظة ديرالزور النازحين فيها، بالإضافة إلى النازحين من باقي المحافظات السورية الأخرى، والذين يعيشون في مخيمات عشوائية على أطراف المدينة.
يشار إلى أن هذه المخيمات تتعرض إلى مداهمات دورية تنفذها “قوات سوريا الديمقراطية”، بغرض اعتقال الشباب المطلوبين لها بتهمة الانتماء لتنظيم داعش، أو التعاون مع فصائل المعارضة السورية في منطقتي نبع السلام ودرع الفرات.