مع اقتراب الشتاء.. مدافئ بدائية تغزو أسواق إدلب!

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - SY24

يعرض “أبو عمر الحموي” صاحب ورشة تصنيع مدافئ قشر الفستق، في مدينة الدانا بريف إدلب الشمالي، عشرات المدافئ أمام باحة ورشته، بألوان وزخارف متنوعة تجذب الزبائن لاقتنائها، فيما ينصرف العمال داخل المحل، لتصنيع عدد آخر من المدافئ، يقول :”أبو عمر” لمنصة SY24، إن “زيادة الطلب على مدافئ قشر الفستق هذا العام، حرك سوق العمل والإنتاج ضعف ما كان عليه في الأعوام السابقة، ما زاد عدد ورشات التصنيع أيضاً، وخلق فرص عمل لعدد من الأشخاص حيث تحتاج أصغر ورشة ستة عمال على الأقل لتلبية طلبات الزبائن”.

يعمل في ورشة “أبو عمر” 10 عمال يتقاسمون فيما بينهم المهام المختلفة، وهناك من يختص بتحويل مدافئ المازوت عن طريق صنع درج مخصص لرماد قشر الفستق المحروق، ثم يضاف صندوق الألمنيوم إلى المدفئة لتصبح جاهزة للاستخدام.

يشرح “أبو عمر” مكونات المدفأة، فيقول :”إنها عبارة عن جهاز مدفأة مازوت عادية، وصندوق من الألمنيوم أو التوتياء بداخله مكان لوضع القشر، وحلزون لدفع القشر إلى داخل المدفأة، يعمل على طاقة البطارية الصغيرة، مرتبط بمؤقت زمني يحدد زمن دوران الحلزون وكمية القشر المستهلكة، بالإضافة “

لتيربو هوائي يساعد في اشتعال القشور”.

تتميز مدافئ الفستق بأنها اقتصادية، حسب تجربة كثير من الأهالي، يقول “أبو فراس” مهجر من ريف دمشق: “جربت كل أنواع المدافئ في السنين الماضية، التي تعمل على الحطب والفحم والمازوت والبيرين وهو تفل الزيتون، فوجدت مدافئ القشر أفضل وأنظف من جميع الأنواع الأخرى، وأكثر توفيراً حيث استهلكت الشتاء الماضي طناً واحداً من قشر الفستق بتكلفة 150 دولار، بينما كنت استهلك 2طن من الحطب أو البرين للخروج من الشتاء”.

يقارن “أبو فراس” بين استهلاك العائلة لكمية الحطب أو الفستق، فيقول: “يكفي طن واحد من قشر الفستق بسعر لتدفئة عائلة طيلة الشتاء بينما تحتاج حوالي 2 طن من الحطب بسعر مضاعف حيث وصل سعر طن الحطب 150 دولار”.

يعود أصل مدافئ القشر إلى ريفي حماه وحلب وقرى في ريف إدلب الجنوبي، حيث كانت تكثر حقول الفستق الحلبي، يقول “أحمد حمود” نازح من خان شيخون: “كنا نستخدم هذه المدافئ قبل أن يعرفها أحد، ونستفيد من قشور الفستق بحقولنا، ولكنها لم تكن بهذا الشكل الحديث الذي تصنع به الآن وكانت تعمل بالبطارية أو مؤقت زمني”.

نقل أهالي تلك المناطق صوبة قشر الفستق إلى باقي مدن الشمال السوري، وخصصت لها ورشات عمل وتصنيع خاصة بها، بعدما وجدها كثيرٌ من الأهالي أفضل من باقي أنواع المدافئ الأخرى.

السيدة “فاطمة” 33عاما، أم لثلاثة أطفال، كانت تعاني من كثرة أمراض أطفالها بالتهاب القصبات والرئتين، بسبب استنشاق الدخان المنبعث من مدفأة الفحم، تقول لنا: “كنت اشتري أدوية لأطفالي في الشتاء أكثر من الوقود، إلى أن استخدمت مدفأة القشر فهي بديل جيد، حيث لا دخان ولا روائح كريهة أو ضارة كالفحم والمازوت الرديء أو البيرين”.

ترغب النساء بشراء مدافئ القشر لما توفره من نظافة لمنازلهن، تقول “فاطمة”: “لا تحتاج المدفأة إلى تنظيف أسبوعي، كصوبيا الحطب والبيرين، حتى جدران المنزل تبقى نظيفة، بلا دخان ولا شحوار كما أنها سهلة الاستخدام، وسريعة الاشتعال، وحتى كمية رماد القشر المحترق قليلة جداً، ولا تعاني ربة المنزل من تنظيفها كل يوم”.

 

ترغب سيدات أخريات يسكن في المخيمات من اقتناء مدافئ القشر ولكن غلاء ثمنها حال دون ذلك، حيث تتراوح أسعارها بين 130 _ 175 دولار حسب المواد المستخدمة في صنع صندوقها، وشكلها الخارج، وهناك أنواع يصل ثمنها لـ 200 دولار، تكون أكثر جودة وجمالاً وزينة، وأكبر حجماً.

تخبرنا “ندى عليوي” مقيمة في مخيم بمنطقة “أطمة” في إدلب، أن صغر مساحة خيمتها منعها من استبدال مدفأة الفحم بمدفأة قشر، كما أن أسعارها المرتفعة منعتها من شرائها هذا العام، كحال كثير من الأسر في الشمال السوري.

مقالات ذات صلة