من الحلم بتفاحة وحبة فراولة أثناء إقامتها مع عائلتها في أحياء حلب الشرقية التي كانت محاصرة من قوات النظام السوري إلى الحلم بنيل لقب دولي برياضة الكاراتيه، قفزت الطفلة نور ستوت ذات السبع سنوات بطموحها بعدما تهجرت مع عائلتها إلى ريف حلب الغربي شمالي سوريا عقب سيطرة قوات النظام على منزلها في حلب الشرقية.
وعبرت الطفلة نور خلال حديث مع “سمارت”، عن حبها لرياضة الكاراتيه وتعلقها بها، قائلةً: “أتدرب مع والدي وحلمي أن أصبح بطلة العالم من أجل سوريا”.
وأشارت الطفلة، لرغبتها بالخروج من سوريا إلى بلد ثاني لتحقيق حلمها، وقالت: “نحن أطفال وأنا أحب الكارتيه، خرجنا من منزلنا في مدينة حلب بسبب القصف وأنا سأبقى أحب سوريا”.
ويقول والد الفتاة وسيم، وهو مدرب كاراتيه وحائز على الحزام الأسود، إن حلمه ببداية الثورة السورية كان إنشاء جيل رياضي بعيد عن الظلم والمحسوبيات، حيث بدأ بالتدريب في نواد صغيرة لإنشاء جيل رياضي وصناعة أبطال للوصول للعالمية، وتابع: “وكبر أملي عندما رأيت نور بعمر الثلاث سنوات تحاول أن تقوم بحركات الكاراتيه”.
وأضاف وسيم، أن والدة الفتاة مدربة كاراتيه أيضاً، وبدأ مع زوجته بتدريب نور على الحركات في اللعبة، وأردف: “لم نغصبها على التدرب لكن هي أحبت اللعبة”.
وأشار وسيم، أن ابنته اتقنت بعض الحركات منذ الصغر وبدأت المشاركة في عروض واشترى لها بدلة كاراتيه “وعندها بدأ الحلم يكبر”، موضحا أن نور حصلت على عدّة جوائز من منظمات تعنى بالأطفال وبعض المدارس.
وتحدث وسيم، عن موقف مع ابنته أثر به وقت الحصار، وقال: “عندما كنا محاصرين في مدينة حلب، طلبت مني نور أن أحضر لها تفاح وفراولة فلم تكن تناولت منهم إلا قبل أشهر”، وتابع: “لم يكن هناك أي من الفاكهتين في السوق بسبب الحصار، فأحضرت لها فجلة وكتبت عليها فراولة، وعندما وصلنا إلى ريف حلب وتخلصنا من الحصار أول ما طلبته هو تفاحة وطلبت عدم إحضار الفجل إلى المنزل ثانية”.
وقال وسيم، تمسكت نور بجوائزها والشهادات التي نالتها من اللعبة أثناء فترة الحصار، وفي الوقت الذي لم نستطع إخراج ملابس معنا من حلب المدينة تكمشت نور بإنجازاتها وأخرجتهم معها “إذ تشعر بالتفاؤل فيهم”.
ومع وصولهم إلى الريف الغربي واجهت العائلة مصاعب بدءا من إيجاد مكان مناسب للسكن إذ تقييم العائلة في غرفة مستأجرة، وليس انتهاءً بتأمين مستلزمات المعيشة، لكن نور استمرت في التدرب في الأراضي الزراعية وفي الغرفة التي يقطنون بها، إذ أصبح همها الوصول إلى حلمها بالعالمية ورفع علم الثورة السورية، وفق الوالد.
وأشار وسيم، أن الأطفال في المناطق الواقعة خارج سيطرة قوات النظام يعانون من انعدام الأمن والاطمئنان والاستقرار بسبب قصف قوات النظام، داعيا إياهم للتألق والإبداع بالمجالات التي يحبونها لإيصال رسالة أن السوري قادر على الإبداع رغم الظلم والقهر، ومعبرا عن أمله بمشاهدة ابنته تحقق حلمها