أكدت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، أن رأس النظام السوري “بشار الأسد” يقبع وسط أزمات لا يمكنه الهروب منها.
جاء في تقرير نشرته الصحيفة الأمريكية، واطلعت منصة SY24 على نسخة منه.
وذكر التقرير أن بقاء “الأسد” بعد 10 سنوات من الحرب والدمار “حتى أصبحت سوريا أطلال غير صالحة للعيش”.
وتطرقت الصحيفة إلى مسارعة بعض الدول إلى “تطبيع” العلاقات مع النظام السوري، مشيرة إلى أن إدارة الرئيس الأمريكي “جو بايدن” حاولت ثني شركائها العرب، عن تطبيع العلاقات مع رأس النظام السوري، مضيفة أن الدول العربية بدأت تدريجيا بإعادة العلاقات مع سوريا، “لكن الأسد لا يزال وسط أزمات لا يمكنه الهروب منها”.
وأشارت إلى أن سوريا لا تزال محطمة وتعاني من الفقر وملايين اللاجئين في دول الجوار والخائفين من العودة لوطنهم، وهناك مساحات واسعة من البلاد لا تزال خارج سيطرة النظام، حسب ما جاء في التقرير.
ورأت أنه في عموم الشرق الأوسط “هناك حس أن الأسد المعروف باستخدام الغاز ضد شعبه ورمي البراميل المتفجرة. على المدن والبلدات، قد خرج من عزلته بشكل يعكس حساً من التسليم بأنه نجا من الحرب”.
ولأن القتال قد توقف، حسب الصحيفة، فقد أصبح التفكير كالآتي: ما دام الأسد في مكانه، فمن الأحرى أن تعيد سوريا التواصل مع جيرانها، ولكن القضية الرئيسية، هي أن الكثير من السوريين لا يعرفون بعد 10 أعوام من الحرب إن كان بلدهم سيعاد ربطه وتوحيده كما كان قبل الحرب. وإن كانت هناك فكرة واضحة لإعادة بناء الدولة.
واعتبرت الصحيفة أن القوى الدولية تخلت عن الأمل بتحقيق تسوية عبر الدبلوماسية، فبعد 10 أعوام من الحرب والعقوبات ومحادثات السلام لم يقدم “الأسد” أي تنازل، حسب وصفها.
وقبل أيام، طالب عضوان جديدان في “الكونغرس الأمريكية” بمحاسبة النظام السوري وعلى رأسهم بشار الأسد على الجرائم التي ارتكبوها في سوريا بدل تطبيع العلاقات معه.
وقالت مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية إن بشار الأسد لم يدخر شيئاً في سعيه الوحشي للبقاء في حكم سوريا، بدءً من قصف القرى السورية بالأسلحة الكيماوية، واستهداف المدارس والمخابز، واستخدام سياسة التجويع لسنوات، كذلك استخدام محارق الجثث لإخفاء القتل الجماعي داخل السجون.
وأكد المحلل السياسي “سامر إلياس” المختص بالشأن الروسي في تصريحات لمنصة SY24، أن روسيا تسعى لخرق عزلة النظام السوري واستفادته اقتصاديا لمنع انهياره، من دون تقديم أي تنازلات.
وأشار إلى أن “المجتمع الدولي لا يملك إلا الضغط على نظام الأسد عبر العزلة والمساعدات وقانون قيصر، ولهذا تريد روسيا أن تخرق عزلة النظام، من جهة، ومن جهة أخرى استفادته اقتصاديا عبر المساعدات لمنع انهياره، مع الأوضاع المعيشية الصعبة التي جعلت أكثر من 80% بحاجة للمساعدة”.