نتيجةً للظروف الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها معظم أهالي مناطق شمال شرق سورية الخاضعة لسيطرة “قوات سورية الديمقراطية”، والصعوبة البالغة في تأمين معظم العائلات لقوت يومها، قام عدد كبير من المواطنين بتقديم “مبادرات تطوعية” مختلفة للحد من معاناة الأهالي، والتخفيف من أعباء الحياة التي أثقلت كاهلهم.
الحملات التطوعية والمبادرات الاجتماعية التي ظهرت في الآونة الأخيرة، تمت بجهود شخصية من بعض المواطنين دون حصولهم على أي دعم من قبل المنظمات المحلية العاملة في المنطقة، أو من قبل المؤسسات التابعة لـ”الإدارة الذاتية” ( الجهة المدنية التي تدير مناطق شمال شرق سورية).
صاحب إحدى المشافي الخاصة في مدينة القامشلي قام بإطلاق مبادرة شخصية، وذلك من أجل تخفيف معاناة الأهالي والمرضى بعد الارتفاع الكبير في أجور معاينات الأطباء في العيادات الخاصة، وارتفاع تكاليف العلاج داخل المشافي الخاصة في المدينة.
حيث أعلنت إدارة مشفى “المدينة الخاصة” في القامشلي عن وضع خصومات تصل إلى 30% على تكاليف معالجة الأطفال والمعاينات وغيرها من الخدمات المقدمة للأهالي، وذلك مقارنةً مع أسعار بقية العيادات والمشافي الخاصة في المدينة.
في حين ذكرت إدارة المشفى أنه سيتم تقديم جميع الخدمات العلاجية للأطفال اليتامى “دون مقابل”، والتي تشمل قبول الأطفال ومعاناتهم بالمجان، وتقديم حواضن وغواصات للأطفال حديثي الولادة، مع تخفيض في سعر الحواضن والغواصات لبقية الأطفال لتصل إلى 30 ألف ليرة سورية مقارنةً بأضعاف هذا السعر ببقية المشافي الخاصة.
المبادرة التي أطلقها صاحب مشفى “المدينة الخاصة” في القامشلي لاقت استحسان كبير لدى أبناء المدينة، الذين اعتبروا أن” هذه المبادرات هي الطريقة الوحيدة التي تساعد الأهالي الغير قادرين على تحمل تكاليف علاج مرضاهم في المشافي الخاصة”.
حيث أشارت السيدة (غزل السلامة)، وهي نازحة من ديرالزور ومقيمة في مدينة القامشلي، إلى أن هذه المبادرة هي بمثابة “الطوق الذي قد يساعد الأهالي الغير قادرين على تحمل تكاليف علاج أبنائهم في المشافي الخاصة، مع غياب شبه كامل للمشافي التي تديرها الإدارة الذاتية في المدينة”، على حد تعبيرها.
وقالت السيدة في حديثها لمنصة SY24:” أسعار المعاينات ارتفعت بنسبة كبيرة خلال الآونة الأخيرة، وجميع الأطباء يقولون إن السبب هو انخفاض سعر الليرة السورية، ولكن جميع الأهالي يعلمون أن السبب هو جشع هؤلاء الأطباء ومحاولتهم الكسب المادي، بعيداً عن الإنسانية في التعامل مع المرضى”.
وأضافت:” المشافي العامة التابعة لهيئة الصحة في الإدارة الذاتية تعاني أصلاً من الضغط الكبير نتيجةً لازدياد عدد مصابي فيروس كورونا في المنطقة، ناهيك عن النقص الكبير في الكادر الطبي وعدم وجود تجهيزات طبية مختصة، وأيضاً الإهمال الكبير من قبل المسؤولين في هيئة الصحة لهذه المشافي”.
وتعاني المشافي والعيادات الطبية التابعة ل”هيئة الصحة” في “الإدارة الذاتية” في مدينة القامشلي، من عدم وجود كادر طبي قادر على إدارة هذه المراكز ومعاينة جميع الحالات المرضية، بالإضافة إلى الإهمال الكبير من قبل “الإدارة الذاتية” للمراكز الطبية، وعدم توفير المعدات والأجهزة الطبية الضرورية لعمل هذه المراكز، في ظل انتشار كبير لفيروس كورونا في المدينة.