أكدت مفوضية اللاجئين الأممية أن 50% من أسر اللاجئين السوريين في لبنان تعاني من انعدام الأمن الغذائي، في حين بيّن مسؤول أممي بارز أن “العائلات السورية اللاجئة تعيش حالة من اليأس”.
وذكرت المفوضية في بيان، اطلعت منصة SY24 على نسخة منه، أن “حوالي ثلثي العائلات اللاجئة اضطرت إلى تقليص حصصها من الطعام، أو التقليل من عدد الوجبات التي تستهلكها يوميًا”، مشيرة إلى أن “نصف أسر اللاجئين السوريين في لبنان تعاني من انعدام الامن الغذائي”.
وتزامن بيان مفوضية اللاجئين مع الزيارة التي يجريها المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين “فيليبو غراندي” إلى لبنان وسوريا.
ونقلت المفوضية عن “غراندي” قوله: “أزور لبنان في وقت صعب للغاية، فالشعب اللبناني واللاجئون يعانون نظراً لأن الأزمة السياسية والاقتصادية والمالية يطال تأثيرها الجميع“.
ووجّه “غراندي” نداءً “عاجلاً” إلى المجتمع الدولي لبذل المزيد من أجل اللاجئين والمجتمعات اللبنانية المضيفة لهم، مؤكدًا أن “الدعم المقدم لهذا الوضع المأساوي لا يكفي”.
وأجرى “غراندي” زيارة إلى لاجئين سوريين في “سهل البقاع”، والذين تحدثوا بدورهم عن صراع هائل في سبيل توفير الاحتياجات الأساسية لعائلاتهم، حسب المفوضية.
وعقب لقائه بالعائلات السورية اللاجئة قال “غراندي”، إن “العائلات في حالة من اليأس، وقد أخبرني اللاجئون أن الأولاد الذين تبلغ أعمارهم حوالي 12 عاماً لا يذهبون إلى المدرسة لأنه يتعين عليهم العمل لإعالة أسرهم”.
وأضاف: “أخبرتني الأمهات أنه عندما يمرض أطفالهن، فإنه عليهن أن يختاروا أيهما يحصل على الدواء عمن سواه، وهذا خيار لا يجب على الوالدين مواجهته، ومع ذلك فإن العديد من العائلات اللبنانية واللاجئة تعيش الآن في نفس الوضع”.
وختم قائلاً: “في حين أن غالبية اللاجئين يقولون إنهم يرغبون في العودة إلى ديارهم في نهاية المطاف، فإن معظمهم لم يفعلوا ذلك بعد”، لذا من المهم أن نواصل العمل مع جميع المعنيين لمعالجة العقبات التي تحول دون العودة، والمساعدة في خلق بيئة من شأنها تمكين العودة الآمنة والطوعية إلى سوريا، ويشمل ذلك توسيع نطاق المساعدة الإنسانية داخل سوريا للمساعدة في جعل أي عودة طوعية مستدامة”.
الجدير ذكره، أنه قبيل أن تصدر مفوضة اللاجئين بيانها الأخير بخصوص اللاجئين، تفاجئ عدد من اللاجئين السوريين في لبنان وخاصة القاطنين في المخيمات، بقرار مفوضية اللاجئين قطع المساعدات والمعونات الإغاثية عنهم، مرجّحين بأن الأمر “ممنهج” وأنه أسلوب جديد من أساليب الضغط عليهم.
وقال المتحدث باسم لجنة التنسيق والمتابعة لأهالي القلمون في عرسال اللبنانية “أبو فارس الشامي” لمنصة SY24، إن “المفوضية وبشكل عشوائي فصلت الكثير من العائلات وحرمتهم من المعونات الشهرية، مدعية أنهم لا يخضعون لمعايير تتيح لهم الحصول على المساعدات”.
ويعيش في لبنان أكثر من مليون لاجئ سوري في أدنى السلم الاجتماعي منذ أكثر من عقد، وبعد انهيار اقتصاد البلد، دفعوا مرتبة أخرى أوصلتهم إلى الفقر المدقع مما أدى لانتشار ظاهرة بيع الأعضاء البشرية، حسب صحيفة “التايمز” البريطانية.