رغم تعرض المواقع التابعة لإيران في محافظة ديرالزور شرقي سوريا، للقصف بشكل متكرر، إلا أن ميليشياتها ومراكزها الثقافية مازالت تنظم الاحتفالات والفعاليات الخاصة التي تستهدف من خلالها الأطفال في المنطقة، الأمر الذي يعرض حياتهم للخطر.
نشاطات المراكز الثقافية الإيرانية المنتشرة في مدينة ديرالزور وريفها الشرقي، تركزت في الفترة الأشهر على الأطفال، وكان آخرها تنظيم رحلات ترفيهية لأطفال المدارس إلى المزارات الشيعية التي أقامتها في ريف ديرالزور الشرقي.
وذكرت مصادر محلية، أن المركز الثقافي الإيراني أقام رحلة ميدانية لأطفال مدارس مدينة الميادين الإبتدائية إلى مزار “عين علي” بريف بلدة القورية، وذلك ضمن عدة نشاطات أطلقها المركز مؤخراً، لاستقطاب هؤلاء الأطفال إلى جانبه ونشر الفكر الشيعي بينهم.
وأضافت المصادر أن هذه النشاطات تأتي ضمن الخطة التي وضعتها المليشيات الإيرانية لحماية مواقعها العسكرية المتواجدة في المنطقة ولإبعاد الشبهات عنها، خصوصاً بعد تعرضها لعدة هجمات من “طيران مسير مجهول الهوية” مؤخراً.
وأكدت مصادر خاصة لمنصة SY24، أن المركز الثقافي الإيراني يقوم بنقل الأطفال إلى مزار “عين علي” باستخدام باصات نقل داخلي تستخدمها المليشيات الإيرانية في نقل العناصر والذخيرة عبر مواقعها العسكرية المنتشرة في المنطقة.
المواطن (أبو محمد)، وهو أحد سكان مدينة الميادين ووالد لطفلين في المرحلة الإبتدائية، أفاد بأن الرحلات التي يقيمها المركز الثقافي الإيراني في مدينة الميادين هي عبارة عن “عمليات غسيل مخ للأطفال، لأنهم بحال عودتهم من هذه الرحلات يبدأون في ترديد بعض الأغاني واللطميات الشيعية دون وعي، بسبب سماعهم هذه الأغاني طوال الطريق”.
وفي حديث خاص مع منصة SY24، قال: “لم أعد أسمح لأبنائي بالذهاب لهذه الرحلات لأني أعلم أن المسؤولين عنها يعملون بشتى الوسائل والطرق على غرس الفكر الشيعي لدى هؤلاء الأطفال واستمالتهم إلى جانبهم، كما حصل مع عدد من الأطفال الذين نراهم الآن يضعون ربطات حمراء على جباههم كتب عليها عبارات طائفية مثل (يا حسين ويا زينب)، وهم لا يعملون حتى ما المقصود منها”.
وأضاف أن “نشر الفكر الشيعي باستخدام الأطفال هي عملية قذرة بكل معنى الكلمة، خصوصاً عندما يتم استغلال الفقر لدى أهاليهم، أو استغلال الأطفال الذين لا يملكون معيل، وتحويلهم إلى أدوات تستخدمها إيران في بسط سيطرتها على المنطقة وزيادة نفوذها وتحقيق حلمها في الهلال الشيعي”.
يشار إلى الميليشيات الإيرانية قامت بتجنيد عدد كبير من الشباب والأطفال في مدينة ديرالزور والقرى والبلدات المحيطة بها، مستغلة الأوضاع الاقتصادية المتردية التي يعانون منها.
وتعمل المراكز الثقافية الإيرانية على نشر الفكر الشيعي وتجنيد السكان في ديرالزور وريفها، عن طريق توزيع معونات غذائية، وتقديم رواتب شهرية للأطفال الذين يلتحقون بهذه المراكز، وأيضاً عن طريق إقامة رحلات “ترفيهية” إلى المزارات الشيعية، بالإضافة لتقديم منح دراسية لطلاب الجامعة المحليين لإكمال دراستهم في الجامعات والمعاهد الإيرانية الموجودة في طهران.