شهدت الحدود السورية اللبنانية وخاصة بالقرب من منطقة “القلمون” التابعة للريف الدمشقي، استنفارًا عسكريًا وأمنيًا غير مسبوق لميليشيا “حزب الله”.
وأفاد مراسلنا في المنطقة، بأن اليومين الماضيين، شهدا تحركات عسكرية لميليشيا الحزب على الحدود السورية اللبنانية، مبينًا أن هذه التحركات استمرت منذ ساعات الصباح وحتى ساعات الليل الأخيرة.
وأضاف أنه تمت مشاهدة عربات عسكرية مصفحة تتجول على أطراف المنطقة مع عدد من سيارات الدفع الرباعي المزودة برشاشات ثقيلة ومتوسطة.
وأوضح المراسل، أن هذه التعزيزات كانت تتحرك برفقة قيادي من المنطقة يدعى (خلف عثمان) سوري الجنسية، والمسؤول عن أحد المقرات العسكرية في بلدة “عكوبر” في القلمون.
وتابع أن القيادي المذكور قام بالتجول على بعض النقاط العسكرية والحواجز المنتشرة على أطراف المنطقة والتابعة للحزب، وقام بتفقد نقاط الربط ومستودعات الذخيرة وجاهزية العناصر، في حال تم طلبهم لمساندة الميليشيات وقوات النظام في البادية السورية.
وكان القيادي يتجول بسيارته الخاصة من نوع (هونداي توسان 2010) ومعه أربعة من مرافقته الشخصية داخل السيارة، واستمرت جولة القيادي مع المدرعات والسيارات والعناصر حتى بعد منتصف الليل من يوم السبت.
وأمس الأحد، شهدت المنطقة أيضًا انتشارًا كبيرًا لحزب الله اللبناني على الحدود السورية اللبنانية منذ الصباح أيضًا، وذلك على مقربة من مدينة سرغايا.
وذكر مراسلنا نقلا عن مصادر محلية، أنه تمت مشاهدة أكثر من 14 سيارة دفع رباعي 8 منها نوع هيونداي مثبت عليها رشاشات 12.7 مم و14.5مم وست سيارات من نوع ميتسوبيشي مزودة بمضادات طيران من نوع 23 مم، وذلك على الحدود بمنطقة “عين دره” القريبة من منطقة “معربون” اللبنانية.
ولفت إلى أن هذه التعزيزات تجولت بشكل كبير على طول الحدود لمسافة 2 كيلو متر تقريبا مع سماع رشقات من الرصاص من الجانب السوري، كما شوهدت عربة عسكرية مصفحة على متنها 5 عناصر من الجنسية اللبنانية، تتجول من منطقة “عين درة” لمنطقة “سبنة” على الحدود ذاتها.
وتعقيبًا على ذلك قال الباحث السياسي “رشيد حوراني” لمنصة SY24: “من مصادر خاصة، يعمل حزب الله على تعزيز تواجده في القلمون لعدة أسباب، أهمها وجود رفض شعبي من الأهالي نظرا للتململ الواضح من انتشار عناصر الميليشيات في المنطقة، وأيضا تخوف حزب الله من انتشار الفرقة الرابعة في القلمون بعد تقليص نفوذها في درعا”.
وأشار إلى أن “الحزب أيضا يعتبر منطقة القلمون ساحة خلفية، يستعد فيها للتطورات التي يمكن أن تحدث في لبنان، بعد أن تمت مواجهة الحزب من قبل القوات اللبنانية بقيادة سمير جعجع”.
الجدير ذكره أن الأحداث الدائرة على الحدود اللبنانية السورية تتصدر المشهد بين الفترة والأخرى، إذا يعتبر تهريب المخدرات والمحروقات بين سوريا ولبنان على يد ميليشيا “حزب الله” وقوات النظام السوري، هو العنوان العريض لما يجري هناك.