ارتكبت قوات النظام السوري وروسيا، اليوم الأربعاء، مجزرة في مدينة “أريحا” جنوبي إدلب، راح ضحيتها 10 مدنيين في حصيلة أولية بينهم نساء وأطفال، إضافة إلى عدد كبير من المصابين.
وأفاد مراسلنا في إدلب شمال غربي سوريا، بأن قصفًا مدفعيًا من النظام وروسيا استهدف مدينة “أريحا”، ما أدى لمقتل 10 مدنيين بينهم أطفال، وإصابة 20 آخرين، لافتًا إلى أن الحصيلة مرشحة للارتفاع بين فترة وأخرى، نظرًا لوجود مصابين حالات بعضهم حرجة جدًا، حسب ما نقله عن مصادر طبية ومن الدفاع المدني السوري.
وأوضح أن القصف المدفعي استهدف الأحياء السكنية والسوق الشعبي في مدينة “أريحا”، إضافة إلى أنه تزامن مع ذهاب الأطفال إلى مدارسهم، ما تسبب بوقوع ضحايا وإصابات بين الأطفال أيضًا.
وكان من بين الضحايا، الطفلة “ريماس” التي اعتادت أن يصطحبها والدها إلى باب المدرسة كل صباح، لكنّ هذا اليوم كان مختلفًا عن الأيام السابقة، إذ تبدد حلم الوصول عندما استهدفت قذائف قوات النظام وروسيا مدينة “أريحا”وقتلت الطفلة ووالدها وأطفالاً كان أملهم الحصول على التعليم مثل باقي أطفال العالم بعيداً عن القصف والموت، حسب ما ذكر الدفاع المدني في بيان.
ونقل الدفاع المدني عن إحدى المتطوعات في صفوفه وتدعى “منى”، والتي حاولت جاهدة إسعاف وإنقاذ الطفلة “ريماس” أثناء نقلها إلى إحدى المستشفيات قولها: “صعب ومؤام جدًا حَملُ جثمان طفلة ذنبها أنها متجهة إلى مدرستها”.
وأضافت “يجب على كل العالم أن يشعر بألمنا وأن يتخيل أن طفله في مكان هذه الطفلة”.
ولفتت إلى أن “الأنسة قمر وهي معلمة الطفلة ريماس قتلت أيضًا في نفس القصف وفي يوم واحد”، متابعة بالقول “لا أدري متى من الممكن أن تتحقق العدالة للضحايا، لكن ما أعرفه أن الحق لا يمكن أن يموت”.
من جهته، أدان فريق “منسقو استجابة سوريا” القصف الذي طال مدينة “أريحا” وباقي المناطق بريف إدلب، محذّرًا من أن هدف النظام وروسيا إفراغ تلك المدن والبلدات من سكانها في خطوة لإحداث تغيير ديموغرافي في المنطقة، حسب بيان صادر عنه.
وأكد الفريق في بيانه، أن غياب الملاحقات القانونية عن الجرائم التي ترتكبها قوات النظام وروسيا بحق المدنيين في محافظة إدلب، والانتهاكات المستمرة من قبل ما يسمى الضامن الروسي، ساعده على ارتكاب المزيد من الانتهاكات وعمليات التصفية الممنهجة بحق السكان المدنيين في محافظة إدلب، داعيًا إلى تقديم المسؤولين عن تلك الأعمال الوحشية إلى المحاكمة والمحاسبة القانونية ضمن المحاكم الدولية لجرائم الحرب.
ورغم وقف إطلاق النار في شمال غربي سوريا، والذي دخل حيز التنفيذ في الخامس من آذار 2020 وكانت روسيا طرفاً وضامناً فيه، إلا أنها ما تزال مستمرة في هجماتها العسكرية الداعمة للنظام السوري، ما يهدد سلامة أكثر من 4 ملايين مدني.