خصص “أبو خالد” فسحة من شرفة منزله في “دير حسان” بريف إدلب الشمالي، لوضع أقفاص طيور الزينة، بعدما أصبح عددها يزيد عن أربعة أزواج مختلفة الأنواع، موزعة على عدة أقفاص.
يقول “أبو خالد” لمنصة SY24: إن “وجود طيور الزينة في منزلي يمنحني شعوراً بالسعادة، ولاسيما صوت زقزقتها عندما أصحو في الصباح الباكر”.
يربي “أبو خالد” ثلاثة أنواع من الطيور، منها الكناري الذي يصفه بأنه أعذب الطيور صوتاً وأجملها شكلاً، حيث تتعدد ألوانه بين الأصفر والجزري والليموني والأبيض والأسود، ولكل لون جمال خاص به، وهناك العاشق والمعشوق والكيروان.
تحتاج تربية الطيور في المنزل حسب تجربة “أبو خالد” إلى خبرة كافية كالاهتمام المستمر بنوعية طعامهم، وتوفير المياه النظيفة لهم، والأدوية المخصصة حين المرض، والعناية بنظافة القفص، ومعرفة موسم تكاثرها.
ويضيف “أبو خالد”، أنه “في الفترة الممتدة من الشهر الأول وحتى الرابع تتكاثر الطيور وتنتج من اثنين إلى ستة فراخ صغيرة، يحتاج فترة لكي يكبر ويقوى ثم يباع كل زوج على حدى، موفر دخلاً جيداً للمربين سواء الهواة أو التجار”.
تعد تجارة طيور الزينة مهنة قديمة نوعاً ما في سورية، وكانت بدايتها عن طريق التجار الذين أدخلوا أنواع الطيور القابلة للتربية، مثل الكناري وأنواع “البادجي” والمعروف باسم (العاشق والمعشوق)، وبعض أنواع الببغاوات، وتطورت بفضل تهجين المربين لبعض الأنواع.
أصبحت تجارة طيور الزينة عمل أساسي لعدد كبير من الأشخاص في الشمال السوري، بجانب التربية وتهجين أنواعٍ منها، وهناك أسواق وبازارات خاصة لعرضها وبيعها، إضافة لتأمين كافة المستلزمات كالأقفاص والغذاء والأدوية، في إدلب المدينة، ومعرة مصرين والدانا شمال إدلب، وتلعب مواقع التواصل الاجتماعي عن طريق الإنترنت، ومجموعات البيع والشراء دوراً كبيراً في الترويج للطيور وبيعها بين المدن.
يملك “أبو علي عقاب” متجراً كبيراً لبيع وإنتاج مختلف أنواع طيور الزينة في منطقة ترمانين، ولديه مجموعة خاصة على منصة “الفيس بوك”، يعرض من خلالها طيوره للبيع والتجارة.
ويقول لمنصة”SY24″: إن “تجارة وبيع الطيور ازدهرت في الشمال السوري، بسبب توقف بعض المهن وتوجه أصحابها، لتربية طيور الزينة، كونها ليست صعبة، ولا تحتاج رأسمال كبير مقارنة بباقي المصالح، وتحقق للمربين دخلاً جيداً يقارب 20٪ من قيمة رأسمال الأساسي، من خلال إنتاج الطيور وبيعها”.
أما أشهر أنواع الطيور التي يتم تربيتها ضمن مناطق الشمال وتهجينها وتطويرها، يخبرنا “العقاب” أن “الكناري السوري المعروف بصوته الجميل والقوي هو أكثرها رغبة في المبيع، حيث يتراوح سعره بين 100 و 150 ليرة تركية”.
وهناك أنواع” البادجي” وهو طير يشبه الببغاء، ولكنه صغير الحجم، كما يوجد أنواع أجنبية تم إنتاجها في الداخل وتسمى (هاجرمو) وهو طير ياباني الأصل، وشكله جميل وله تاج على الرأس وريش على الكتفين يشبه الوردة، ويتراوح سعر الزوج منه بين 50 و 300 دولار.
وهناك طائر الكوكتيل “الكروان” وهو طائر جميل الشكل واللون، حجمه مشابه لحجم الببغاء، ويمكن تدريبه على الكلام أيضاً، يتراوح سعر الزوج منه، بين 100 و 350 دولار أيضاً.
أثرت الظروف المعيشية الصعبة وحالات النزوح المتكررة نتيجة القصف على تربية الطيور ولولا ذلك لأصبح المربي ينافس بإنتاجه أصنافاً عالمية حسب قول “العقاب”، وهناك صعوبات أخرى من ناحية التجارة الخارجية (استيراد – تصدير)، حيث يمكن إدخال أنواع طيور مختلفة من تركيا، ولكن لا يمكن تصدير ما يتم إنتاجه، بسبب منع ذلك من قبل الجانب التركي خوفاً من نقل الأمراض والحفاظ على إنتاجها المحلي.
حيث يواجه مربوا الطيور مشكلة في عدم تصريف الإنتاج إلى خارج المنطقة، باتجاه تركيا أو دول أوربا، مع العلم أن “الكنار” السوري معروف عالمياً بصوته الجميل وهو مطلوب لدول كثيرة، مثل الخليج العربي والهند والعراق، ولكن لا يوجد طريقة للتصدير إلى تلك الدول.
يخبرنا “العقاب” عن محاولة بعض التجار والمربين حل هذه المشكلة عن طريق تأسيس جمعية تحت اسم “جمعية الشمال السوري لطيور الزينة”، والتف حولها أغلب المربين كون من أولويات خططها تصدير الإنتاج المحلي لدول العالم، ومساعدة المربي في مجال تربيته للطيور من خلال متابعة إنتاجه، وتأمين الأدوية والنصائح اللازمة، ولكن لهذه اللحظة مازال نشاط الجمعية محدودا ولم يرى الضوء خارج مناطق الداخل.