تسير عملية إعادة تأهيل البنية التحتية في مدينة الرقة الخاضعة لسيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” ببطء شديد، على الرغم من مرور أربعة أعوام على إعلان التحالف الدولي السيطرة على المدينة بشكل كامل، بعد انسحاب تنظيم “داعش” منها في شهر تشرين الأول من عام 2017.
المعارك التي شهدتها المنطقة أدت إلى تضرر عدد كبير من الطرق الرئيسية والفرعية التي تصل مدينة الرقة بالقرى والبلدات المحيطة بها، مما تسبب بمعاناة كبيرة للمواطنين أثناء عبورهم منها، كما تسببت الطرق الغير معبدة بوقوع عدة حوادث سير أودت بحياة عدد من أهالي المنطقة.
وذكرت مصادر محلية في مدينة الرقة، أن “دائرة الخدمات الفنية” التابعة لـ “مجلس الرقة المدني”، بدأت مؤخراً بعمليات إعادة تأهيل عدة طرق رئيسية في ريف الرقة الشمالي، وذلك بهدف “تحسين وضع هذه الطرق بعد ورود شكاوى عديدة من المواطنين طالبت بالإسراع في إصلاحها”.
وأضافت المصادر أن العمل على ترميم وإصلاح الطريق الواصل بين قريتي (حزيمة وتل السمن) في ريف الرقة الشمالي، بدأ مؤخرا، بعد قيام ورشات الإصلاح بتسوية الطريق ببقايا ترابية، مع وضع مواد كيميائية معينة تمهيداً لتعبيد الطريق بالكامل بعد وضع مادة (الأسفلت)، ليصبح صالحاً لعبور السيارات فوقه دون التسبب بوقوع حوادث.
عملية إصلاح الطرق الرئيسية في ريف الرقة تخللها عدة صعوبات واجهت فرق العمل، بسبب عدم وجود أجهزة ومعدات كافية تساعد على إنجاز العملية بشكل أسرع، وأيضاً عدم وجود مهندسين مختصين للإشراف على عملية الإصلاح، بالإضافة إلى تدني جودة المواد المستعملة في عملية إعادة تأهيل الطرق، مما قد يؤدي إلى تعرضها للتلف بعد فترة من الزمن.
“أبو محمد” من سكان مدينة الرقة وكان يعمل مراقبا فنيا في مجال تعبيد الطرق، ذكر أن “قيام دائرة الخدمات الفنية بإعادة تعبيد الطرق في مثل هذا الوقت من السنة يعد أمراً خاطئاً، لأن البرد لا يساعد على تثبيت المواد اللاصقة على التراب، مما قد يؤدي إلى تعرضها للتلف وتشكيل حفر كبيرة قد تعرض حياة المواطنين للخطر”، على حد تعبيره.
وقال في حديث خاص لمنصة SY24، إن “عملية إعادة تأهيل الطرق والشوارع الرئيسية في مدينة الرقة وخارجها تعد من الخطوات الأولى والأساسية لإعادة تأهيل البنى التحتية في المنطقة، وذلك لأن هذه الشوارع تعد الطريق الذي يستخدمه المواطنون بشكل يومي، وجودته تعني توفير الراحة والأمان لهم و لعائلاتهم”.
وأضاف أن “دائرة الخدمات الفنية في مدينة الرقة تفتقر إلى وجود أجهزة حديثة ومتطورة في مجال تعبيد الطرق، ولكنها قادرة على تعبيد الطرق والشوارع الرئيسية بشكل أفضل إن استخدمت إمكانياتها جيداً”.
يشار إلى أن “مجلس الرقة المدني” التابع لـ “الإدارة الذاتية”، قام بعدة خطوات لإنجاز مشاريع تهدف إلى إصلاح البنى التحتية المتضررة في المدينة، غير أن هذه المشاريع تصطدم بعدة صعوبات منها عدم وجود خبرات كافية لدى الكوادر القائمة على هذه المشاريع، بالإضافة إلى انتشار الفساد والمحسوبية لدى بعض الموظفين والعاملين والمسؤولين عن مشاريع إعادة إعمار البنى التحتية في مدينة الرقة.