بدأت “المؤسسة العامة للمحروقات” عملية توزيع مادة المازوت المخصص للتدفئة على المواطنين في مدينة ديرالزور، الخاضعة لسيطرة قوات النظام السوري والمليشيات الإيرانية والمحلية الموالية له، وذلك عن طريق “البطاقة الذكية” التي يستلم المواطنون بموجبها مخصصاتهم من مادة المازوت بعد تسجيلهم للحصول عليه في وقت سابق.
وخصص النظام السوري كمية 50 لتر من المازوت لكل عائلة طوال فصل الشتاء القادم، على أن يقوم بتسليم هذه المخصصات خلال مدة أسبوع واحد من تاريخ وصول “الرسالة النصية” إلى المواطنين، ومن يتأخر عن استلام مخصصاته من مادة المازوت يتم حرمانه منها.
حيث انطلقت عمليات توزيع مادة المازوت المخصص للتدفئة من حي “غازي عياش” المحاذي لفرع الأمن العسكري وسط المدينة، والذي يقطنه مدراء المؤسسات وكبار المسؤولين في حكومة النظام السوري في المدينة، بالإضافة إلى قادة الأفرع الأمنية وبعض رجال الأعمال المقربين من المليشيات الإيرانية والروسية.
في حين مازال الأهالي في بقية أحياء المدينة ينتظرون وصول “الرسائل النصية” التي سيتم بموجبها تسليم الكمية المخصصة، والمقدرة بـ 50 لتر لكل عائلة، مع خوفهم من تكرار ما حدث العام الماضي وقيام “المؤسسة العامة للمحروقات” بإلغاء توزيع مادة المازوت على عدد كبير من الأهالي بحجة “نفاد الكمية المخصصة للمدينة”.
“ماجد الحسين”، من سكان حي “العرضي” ويقطن في حي الجورة غرب مدينة ديرالزور، ذكر أنه “لم يستلم المازوت المخصص للتدفئة من قبل حكومة النظام السوري منذ سنوات، وذلك كون اسمه مدرج مع عائلته في قائمة الملحق، والتي لا يستلم أصحابها حصصهم من المازوت إلا بعد استلام بقية الأهالي مخصصاتهم”.
وقال المواطن في حديث خاص مع منصة SY24، إن “كمية 50 لتر من المازوت التي سيتم توزيعها من قبل النظام السوري على أهالي المدينة لا تكفي فعليا للتدفئة أكثر من أسبوعين كحد أقصى، ولكن الوضع الاقتصادي السيء الذي نعيشه يدفعنا للحصول على هذه المادة بأي ثمن”.
وأوضح أنه “سأقوم ببيع حصتي من مادة المازوت في السوق السوداء فور حصولي عليها وشراء طعام لأطفالي بثمنه، وهذا حال جميع العائلات الفقيرة التي تقوم ببيع مخصصاتها للعائلات الغنية والمستفيدة من الأزمة التي خلقها النظام عبر تقنينه جميع المواد الأساسية في المدينة”.
وتعيش مدينة ديرالزور الخاضعة لسيطرة النظام السوري والميليشيات الإيرانية، نقصاً حاداً في المحروقات وعلى رأسها مادة المازوت المخصص للتدفئة، مما اضطر عدد كبير من الأهالي للاستغناء عن مادة المازوت واستبدالها بمواد أخرى للتدفئة مثل بقايا الأثاث الخشبي، والملابس القديمة، وغيرها من المواد القابلة للاشتعال، وذلك لإبعاد البرد عن عائلاتهم وأطفالهم خلال فصل الشتاء القادم.