تشهد مدينة ديرالزور الخاضعة لسيطرة النظام السوري والميليشيات الإيرانية، بسبب عدم إعادة تأهيل البنى التحتية التي تضررت بفعل القصف العنيف والمعارك التي شهدتها المدينة طوال السنوات الماضية، حوادث متكررة أدت إلى وفاة عدد من المواطنين وتضرر ممتلكاتهم الشخصية.
الحوادث التي سببتها البنى التحتية المتضررة، تركزت في المناطق والأحياء التي سيطر عليها جيش النظام السوري والميليشيات المساندة له، بعد انسحاب تنظيم داعش منها في أواخر عام 2017 ، الأمر الذي أثار حفيظة الأهالي بسبب إهمال النظام المتعمد لهذه المناطق وعدم تأهيلها حتى الآن.
وذكرت مصادر محلية في مدينة ديرالزور، أن فرق الإنقاذ التابعة لحكومة النظام، تمكنت من انتشال جثة طفل يبلغ الخامسة من عمره، بعد سقوطه في حفرة للصرف الصحي، يبلغ عمقها أكثر من “10 أمتار”، وذلك في قرية “مراط” عند مدخل المدينة الشمالي.
وأكدت المصادر، أن سيارة أجرة من نوع “سابا”، وقعت في حفرة للصرف الصحي بحي “العمال” شرق مدينة ديرالزور، مما تسبب في إصابة السائق بجروح متوسطة نقل على إثرها للمشفى، بينما تعرضت السيارة لأضرار مادية كبيرة، في حادثة هي الثانية من نوعها في المنطقة ذاتها.
وأشار أهالي مدينة ديرالزور إلى عدم قيام مؤسسات النظام السوري بإعادة تأهيل الأحياء التي تعرضت للقصف الجوي العنيف من قبل طائراته الحربية والمروحية، في وقت سابق، ما تسبب بتكرار حوادث السقوط في الحفر غير المغلقة، وتعرض عدد من المواطنين لخطر الموت، نتيجة انتشار مخلفات الحرب في أحياء ومنازل المواطنين.
السيدة “رحاب العبدالله”من أهالي حي “الشيخ يس” ومقيمة في حي “القصور”، أفادت بأنها “لا تريد العودة للسكن في منزلها نتيجة خوفها من وجود ألغام ومتفجرات في الحي، الذي شهد معارك طاحنة بين تنظيم داعش وقوات النظام السوري قبيل سيطرة الاخيرة على المدينة”.
وقالت السيدة في حديث خاص لمنصة SY24، إن “حفر الصرف الصحي ليست وحدها التي تشكل خطراً علينا في المدينة، فهناك بقايا الأبنية المهدمة ومخلفات الحرب من ألغام وقنابل، وأيضاً الطرقات غير المعبدة، وغيرها من الأسباب التي تدفعنا للتفكير مطولاً بالعودة إلى منازلنا”.
وأضافت أنه “على الأرجح لا يوجد نية لدى مؤسسات النظام الحكومية في مدينة ديرالزور لإغلاق حفر الصرف الصحي أو الحفر التي سببتها صواريخ الطائرات الحربية، ولذلك سيبقى الحال على ما هو عليه إلى أن يشاء الله، ما يعني أننا في خطر حقيقي”.
يذكر أحياء مدينة ديرالزور التي كانت خاضعة لسيطرة فصائل المعارضة ومن بعدها تنظيم “داعش”، تعرضت لقصف عنيف من قبل قوات النظام السوري والطيران الحربي الروسي طوال الفترة الواقعة بين 2012 – 2017، ما تسبب بدمار كبير في المنازل السكنية والبنى التحتية في المنطقة، الأمر الذي يشكل خطرا على المواطنين وخصوصا الأطفال، جراء إهمالها بشكل متعمد من قبل مؤسسات النظام.