أطلقت إحدى منظمات المجتمع المدني في مدينة الرقة الخاضعة لسيطرة “قوات سوريا الديمقراطية”، مبادرة تطوعية تحت عنوان ( معاً نتعلم)، بهدف القضاء على الأمية في المخيمات العشوائية المنتشرة في ريف الرقة الشمالي الغربي.
الحملة بدأت في مخيم “الشلاش” الواقع في ريف الرقة الشمالي الغربي، والذي يبعد عن مركز مدينة الرقة حوالي 35 كم، يقطنه نازحون مدنيون من ريف ديرالزور الغربي وأيضاً من ريف الرقة الشرقي.
حيث بلغ عدد الأطفال المشاركين في هذه الحملة حوالي 300 طفل من أطفال المخيمات الذين لم يستطيعوا الحصول على فرصتهم في التعليم، نتيجة عدم وجود مدرسة في المخيم الذي يعيشون فيه، بالإضافة إلى عدم قدرة ذويهم على تحمل أعباء دراستهم المادية، نتيجة الوضع الاقتصادي السيء الذي يعانون منه داخل هذه المخيمات.
مصادر محلية في مدينة الرقة، ذكرت أن “أغلب الأطفال القاطنين في المخيمات العشوائية المتواجدة في محيط مدينة الرقة لم يحصلوا على فرصتهم في التعليم الجيد، بسبب عدم وجود مدارس أو مراكز تعليمية داخل المخيمات التي يقطنون بها، بالإضافة إلى اضطرارهم للعمل بجانب ذويهم لمساعدتهم في تأمين لقمة العيش لهم و لعائلاتهم، بعد تردي أحوالهم الاقتصادية وعدم حصولهم على مساعدات غذائية من قبل المنظمات الإغاثية العاملة في المنطقة”.
بينما أشارت المصادر ذاتها إلى إهمال كبير ومعتمد من قبل المؤسسات التعليمية التابعة لـ “الإدارة الذاتية”، لقضية التعليم في المخيمات العشوائية الموجودة في ريف الرقة، وعدم قيامها بفتح مراكز تعليمية وتعيين مدرسين داخل هذه المخيمات، الأمر الذي أدى إلى حرمان عدد كبير من الأطفال من حقهم الطبيعي في التعليم.
السيد “علي الحسين”، أحد المقيمين في مخيم “حطين” بريف الرقة الغربي، أفاد بأن “غالبية أطفال المخيم لا يحصلون على حقهم الطبيعي في التعليم لعدم قيام مجلس الرقة المدني بافتتاح مدرسة داخل المخيم، وعدم قدرة ذويهم على إرسالهم إلى المدارس الموجودة في مدينة الرقة التي تبعد عن المخيم حوالي 10 كم”، على حد قوله.
وفي حديثه مع منصة SY24 قال “الحسين”، إن “النقص الكبير في الخدمات الأساسية في المخيم الذي يقطنه حوالي 80 عائلة، هو أمر قد يستطيع الجميع تحمله لأن جميع المخيمات تفتقر لمثل هذه الخدمات، ولكن عدم وجود مدرسة أو مركز لتعليم الأطفال هو أمر خطير قد يهدد جيلاً كاملاً من الأطفال في المستقبل”.
وأضاف أنه “طالبنا جميع مسؤولي لجنة الشؤون الاجتماعية الذين زاروا المخيم مؤخراً بافتتاح مدرسة أو على الأقل تقديم الدعم للسكان القادرين على تعليم أطفال المخيم وتأمين المستلزمات اللازمة لهم لإتمام عملية التعليم، وذلك من أجل القضاء على الأمية التي انتشرت في المخيم بشكل كبير خلال السنوات الماضية”.
والجدير بالذكر أن القطاع التعليمي في مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” شمال شرقي سوريا، يعاني من صعوبات عديدة نتيجة عدم وجود عدد كافي من المعلمين المدربين والقادرين على تغطية الاحتياجات التعليمية للمنطقة، بالإضافة إلى عدم توفير الهيئات التعليمية التابعة لـ “الإدارة الذاتية” الدعم الكافي والضروري لقطاع التعليم في المنطقة، ناهيك عن البطء في عملية إعادة تأهيل المدارس التي تضررت بفعل المعارك التي شهدتها المنطقة خلال السنوات الماضية.