أكد الكاتب والمحلل السياسي “أحمد مظهر سعدو”، أن “إدلب تعيش على فوهة من النار”، في ظل استمرار الخروقات المرتكبة من النظام السوري وروسيا، لافتًا إلى أن احتمالية العملية العسكرية التركية في الشمال “قاب قوسين أو أدنى”.
جاء ذلك في تصريحات خاصة لمنصة SY24، وتعليقًا على موافقة البرلمان التركي على تمديد مدة مهام القوات التركية العاملة في كل من سوريا والعراق لعامين إضافيين.
وقال “مظهر سعدو”، إنه “كان طبيعيا ومتوقعا أن يصادق البرلمان التركي بأكثرية على التمديد لقواته في الشمال السوري والعراقي بالنظر إلى وجود إحساس أمني وتوافق جدي من معظم الأتراك على أن الخطر الذي يهدد الأمن القومي التركي مايزال قائما”.
وأضاف أن “الدور التركي المنوط وصولا إلى الاتكاء على المصلحة التركية أولا تفترض أيضا استمرار تدفق وتواجد العسكريتاريا التركية بشكل نوعي وكمي أكبر، في وقت تتمظهر فيه بين الفينة والأخرى أفعال ارهابية كثيرة تستهدف القوات التركية في الشمال السوري وأيضا الفصائل السورية المنضوية تحت مسمى الجيش الوطني السوري”.
وتابع قائلًا “يبدو أن احتمالات عملية عسكرية ما وجديدة أضحت مسألة وقت وهي قاب قوسين أو أدنى من التحقق الميداني، خاصة في إدلب التي تعيش على فوهة من النار بوجود ميليشيات النظام وتوابعه وأيضا القصف الروسي المستمر للشمال السوري، في ظل تصاعد الخلاف بين روسيا وتركيا، وانحسار الدور الأميركي عن الإتيان بأية تحركات جدية للجم الدور الروسي المنفلت من عقاله داخل معظم الجغرافيا السورية”.
وأشار إلى أن “الخروقات من قبل النظام السوري في إدلب وحولها مستمرة ومتوافق عليها من قبل الروس والإيرانيين كضامنين اثنين لمسار استانا وماسمي كمنتج للمسار مناطق خفض التصعيد، ومن هنا فإن احتمالات الانفجار والعمل العسكري واردة ومتوقعة سواء في الشمال الشرقي أو بالقرب من تل رفعت أو إدلب، وكل ذلك مرهون بمدى ما يمكن تحقيقه من توافقات من عدمها بين الروس والأتراك مع إمكانية إعادة تفعيل دور أميركي جديد في سورية في قادم الأيام”.
وحسب مصادر تركية، فقد تضمنت المذكرة التي صادقت عليها الجمعية العامة للبرلمان، تمديد فترة بقاء القوات التركية في كل من سوريا والعراق، لعامين إضافيين اعتبارا من 30 تشرين الأول/أكتوبر 2021.
وتنص المذكرة على أن المخاطر والتهديدات للأمن القومي التي تحملها التطورات والصراع المستمر في المناطق المتاخمة للحدود البرية الجنوبية لتركيا، في تصاعد مستمر.
وبالتزامن مع تمديد مهام القوات التركية في الشمال السوري، أفادت مصادرنا المحلية بأن تركيا أرسلت رتلًا عسكريًا ضخما خلال الساعات الماضية إلى منطقة خفض التصعيد الرابعة إدلب.
يشار إلى أنه في 2 آب/أغسطس 2016، منح البرلمان التركي الحكومة التركية الصلاحية في المشاركة في مهمات هذه البعثات، إذ يتم تمديد مهامها بشكل سنوي، إلا أن هذه هي المرة الأولى التي يمدد فيها البرلمان مهام القوات التركية لعامين.
ويواصل الجيش التركي من قواعده المتمركزة في كامل منطقة خفض التصعيد الرابعة (إدلب)، بالرد المباشر والعنيف على خروقات النظام السوري والميليشيات المساندة له على المنطقة، منذ بداية التصعيد الحالي والذي بدأ منتصف شهر حزيران/يونيو 2021، حسب مصادر متطابقة.