حذر مصدر حقوقي من أبناء محافظة حماة، من وضع إيران يدها على محطة “محردة” لتوليد الكهرباء، لافتا في الوقت ذاته إلى أهم المشاريع الإيرانية في حماة وما حولها.
جاء ذلك على لسان المحامي “عبد الناصر حوشان” في تصريح خاص لمنصة SY24، وتعليقًا على ما يتم الحديث عنه من أن النظام السوري ومن خلال شركة الكهرباء التابعة له، وقّع عقدا مع شركة “بيمانير” الإيرانية لإعادة تأهيل محطة محردة باستطاعة 576 ميغاواط.
وحول تبعات هذا الأمر والأهداف التي تسعى إليها إيران من وراء وضع يدها على تلك المحطة، أوضح “حوشان” أنه “أصبح من المعروف أن مقدرات سوريا أصبحت بيد الروس والإيرانيين، حيث قدمها نظام الأسد كجوائز ومكافآت لهم على إنقاذه، وقد استولت إيران على قطاعات اقتصادية هامة مثل الفوسفات وقطاع العقارات والتطوير العقاري، وكذلك مراكز البحوث العلمية وتطوير الأسلحة، والتي من خلالها تقوم بتنفيذ سياسة التشييع والتغيير الديموغرافي، كما هو الحال في حمص ودمشق وحلب ودير الزور وحماة”.
وأضاف أن “هذه القطاعات تحتاج إلى بنى تحتية مثل الكهرباء والماء والغاز، وهذا ما يفسر العقد الذي وقعته الشركة الإيرانية مع حكومة النظام لتأهيل محطة محردة، لأنها ستكون محطة تغذية لمشاريعها العقارية وكذلك لاستمرار وضع يدها على مراكز البحوث العلمية المتمركزة في مصياف و جنوب حماة وغيرها من مراكز البحوث، لا سيما أن هذه المحطة مخصصة لتغذية هذه المشاريع”.
وتبلغ قيمة العقد الموقع بين وزارة كهرباء النظام والشركة الإيرانية 99 مليونا ونصف المليون يورو، بمدة تنفيذ 26 شهرًا.
وأوضح مدير محطات التوليد في وزارة كهرباء النظام، المدعو “محمود رمضان”، أن “إعادة تأهيل المحطة تتضمن استبدال جميع القطع المتضررة وإصلاح بعضها بحيث تعود إلى استطاعة اسمية تعادل 90 % من استطاعتها التصميمية التي كانت عليها قبل 40 عاما”.
وبالعودة إلى مصدرنا الحقوقي، وردًا على سؤال حول حجم الانتشار الإيراني في حماة وريفها رغم التواجد الروسي، وأهم المشاريع التي تعمل عليها أو تضع يدها عليها، قال إن “الروس ينتشرون في المناطق المسيحية وهذا ما يهمهم، أمّا إيران فتعمل على مشروع تغيير ديموغرافي فهي منتشرة في كل المحافظة من الجبل حتى البادية”.
وعن أبرز المشاريع الإيرانية هناك، ذكر مصدرنا أن من بين تلك المشاريع: “مشروع تطوير الصواريخ في مصياف، وإدارة مراكز البحوث العلمية العسكرية في منطقة براق (بريف حماة) و شمال مدينة مصياف”.
ومنتصف العام الجاري، نشرت منصة SY24، أن وفدًا من شركة MMTE الإيرانية بحث مع وزارة الصناعة التابعة للنظام، إمكانية إقامة مصنع لتعدين الحديد وآفاق التعاون المشترك في مجال الطاقات البديلة.
وأضافت مصادر مطلعة، أنه تم الاتفاق مع الوفد الإيراني على العناوين العريضة التي يجب العمل عليها، حيث سيقوم الوفد بزيارة لمعمل حديد حماة للاطلاع ميدانياً على واقع العمل في المعمل، وتحديد أولويات البدء بالتعاون المشترك مع الجانب الإيراني.
ولفت الوفد الإيراني إلى أنه ينوي متابعة كافة معامل الحديد في سورية ومن بينها تطوير معمل حديد حماة، بالإضافة إلى تصنيع الحديد الاسفنجي وتطوير خط القضبان، مع إمكانية إقامة شركة مشتركة في مجال الطاقات البديلة وتصنيع العنفات الريحية والذي يعتبر من المشاريع الهامة والحيوية جداً بالنسبة لسورية.
ووسط كل ذلك، تواصل إيران أنشطتها الرامية للاستيلاء ووضع يدها على مفاصل الحياة الاقتصادية في سوريا، مستغلة الظروف المتردية التي يمر بها الاقتصاد السوري والأوضاع المعيشية السيئة التي تسبب بها رأس النظام السوري “بشار الأسد”.