“استمرار الخروقات والانتهاكات الأمنية”.. هو العنوان الأبرز للأحداث الدائرة في درعا جنوبي سوريا، وذلك على الرغم من انسحاب قوات النظام من بعض النقاط وإعادة تمركزها في أخرى، والادعاء بأنها تعمل على ضبط الأوضاع الأمنية في المنطقة.
ورصد مراسلنا في درعا وريفها، خلال الـ 24 ساعة الماضية، مجموعات من تلك الخروقات الأمنية والتي تشير أصابع الاتهام إلى قوات النظام وميليشياته في الوقوف خلفها، ومن أبرزها:
•استهداف مسلحين مجهولين للمدعو “أحمد عبدالله الجبر” (مدرس سابق وشغل منصب رئيس بلدية ناحتة قبل إحالته للتقاعد)، بعدة طلقات نارية أدت إلى مقتله على الفور، وذلك في بلدة ناحتة شرقي درعا، وإصابة طفلته بجروح، حيث تم استهدافه أثناء مرافقة ابنته إلى المدرسة.
•إصابة الشاب “رأفت عبدالمجيد أبو صافي” الملقب بالحجي (عمل سابقًا ضمن فصائل الجيش الحر ثم أجرى عملية التسوية)، بجروح نتيجة استهدافه بالرصاص من قبل مجهولين أمام منزله في مدينة الحراك شرق درعا.
•محاولة اغتيال نفذها مجهولون بحق شابين من أبناء بلدة المسيفرة، أدت لإصابة “خالد صالح الزعبي” بجروح خطيرة، ومقتل “محمد يعقوب الزعبي”، وهما من “اللواء الثامن” المدعوم من روسيا.
•تعرض مجموعة شبان يستقلون دراجاتهم النارية لعملية (سلب وتشليح) على الطريق الزراعي بين بلدتي الغرية الشرقية وصيدا، من قبل مسلحين مجهولين، إضافة إلى تعرضهم لإطلاق النار وتوقيفهم، وسط الأنباء التي تشير إلى إصابة أحد هؤلاء الشبان وسلبهم دراجتين ناريتين.
•تعرض عربة روسية مدرعة للاستهداف بعبوة ناسفة، وذلك على الأوتوستراد الدولي “دمشق – درعا”، بين بلدتي “صيدا وأم المياذن”.
وتتجاهل قوات النظام والمجموعات المساندة لها كل تلك التوترات الأمنية في المنطقة، وتعمل في الوقت ذاته على إعادة تجميع قواتها وتوزيعهم في مناطق متفرقة بحجة ضبط الأمن.
وفي هذا الجانب، أفاد مراسلنا بأن “الفرقة الخامسة عشرة/ قوات خاصة” بدأت بجمع قواتها المنتشرة في بعض الأماكن المتفرقة في حوران والريف الشرقي على وجه الخصوص، والتي كانت على شكل “سرايا ” تضم كل نقطة دبابة وعربة شيلكا ومضادين وقرابة الـ 50 عنصراً بينهم ضباط لا تتجاوز رتبتهم ملازم أول”.
وأوضح أن هذه الفرقة قامت بسحب عدة سرايا إلى قيادة الفرقة في محافظة السويداء بعد انتهاء مهمتها في درعا وإعادة الاستقرار الأمني حسب زعمها، وحسب ما تحدث اللواء “مفيد حسن”، رئيس اللجنة الأمنية قائد الفيلق الأول.
وأشار مراسلنا إلى أن هذه الفرقة أبقت نخبة القوات الخاصة في محيط معبر نصيب وعلى الأوتوستراد الدولي “دمشق عمان” وصولا إلى جسر الخربة، خوفاً من عمليات خطف وسلب للمسافرين والسيارات القادمة من دول الخليج، حسب ما تدّعيه.
ولفت إلى أن الفرقة الخامسة عشرة كُلفت رسمياً بحماية معبر نصيب، وكُلف عن الفرقة بتنفيذ المهمة العميد الركن “مظهر سلوم”، ونشرت الفرقة 4 نقاط معززة بدبابات بمحيط المعبر، إضافة إلى إنشاء 6 نقاط على الأوتوستراد الدولي.
وكان المحلل الاستراتيجي العقيد “إسماعيل أيوب”، أكد في تصريحات لمنصة SY24، أن النظام والميليشيات الإيرانية هي صاحبة المصلحة الحقيقية في زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة الجنوبية، وذلك بهدف زعزعة العلاقة بين الأهالي والروس الضامنين للاتفاقيات هناك.
وتتزامن كل تلك الأحداث مع عمليات التسوية التي تشهدها مدن وبلدات ريف درعا، بموجب الاتفاقيات التي تم توقيعها بين اللجنة الأمنية في درعا والشرطة الروسية من جهة، ولجان التفاوض ووجهاء حوران من جهة أخرى.