مصادر أمريكية: لا انسحاب قريب لقواتنا من سوريا

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - SY24

أكد مصدر أمريكي، أن القوات الأمريكية لن تنسحب من سوريا وتحديدا من منطقة شرقي الفرات، وسط الأحداث المتسارعة التي تشهدها المنطقة في ظل تواجد عدد من القوى المسيطرة على المنطقة ابتداءً من “قوات سوريا الديمقراطية”، وليس انتهاءً بروسيا وقوات النظام السوري وميليشياته.

وأوضح المصدر الأمريكي الذي “فضّل عدم ذكر اسمه أو صفته” في تصريح خاص ومقتضب لمنصة SY24، أن “القوات الأمريكية لن تنسحب من المنطقة”، نافيًا ما يشاع حول هذا الموضوع.

وفي السياق ذاته، أكد “مضر الأسعد” المتحدث باسم “مجلس القبائل والعشائر السورية”، أن “أمريكا لن تنسحب نهائياً من سوريا ومن المنطقة الشرقية، وستكون لها قواعد ثابتة ومنها قاعدة الشدادي وقاعدة الرميلان، بالإضافة إلى القاعدة الموجودة في حقل العمر القريب من حقل كونيكو”.

وأشار إلى أن “هناك تحشدات كبيرة من قبل الأمريكان وقد قاموا ببناء عدد من القواعد العسكرية، وهي تعمل على نقل المزيد من الأسلحة الثقيلة والتعزيزات إلى قواعدها، وأهمها قاعدة الشدادي، وكذلك قاموا ببناء سجن كبير جدًا وقاموا بنقل المئات من السجناء (من داعش والمعارضين للمشروع الأمريكي في المنطقة) إلى سجن الشدادي”.

وفي هذا الجانب، أجمع عدد من المسؤولين الأمريكان، حسب مصادر متطابقة وحسب ما ترجمت منصة SY24، أن “خروج الجيش الأمريكي من سوريا غير مرجح في أي وقت قريب”.

وكانت سادت تكهنات بانسحاب القوات الأمريكية من سوريا بعد الانسحاب من أفغانستان في محاولة لإنهاء “الحروب الأبدية”.

وحسب ترجيحات المسؤولين الأمريكان المطلعين على خطط الإدارة الأمريكية الجديدة، فإن “الولايات المتحدة لن تسحب قرابة 900 جندي من شمال شرق سوريا في أي وقت قريب، على الرغم من تزايد التكهنات بأنها ستفعل ذلك بعد انسحابها في أغسطس الماضي من أفغانستان”.

وأوضحت المصادر ذاتها، أنه “لدى الولايات المتحدة 900 جندي في شمال شرق البلاد، وتتمثل مهمتهم في مساعدة شريك واشنطن المحلي في مكافحة الإرهاب، قوات سوريا الديمقراطية، على ضمان الهزيمة الدائمة لداعش”.

وكانت أمريكا أرسلت قواتها ولأول مرة إلى المنطقة في 2014-2015 في عهد الرئيس السابق “باراك أوباما” لتقديم الدعم المادي للمقاتلين العرب والأكراد المحليين في القتال ضد داعش، وفي أكتوبر / تشرين الأول 2019، بعد الهزيمة الإقليمية للتنظيم، وأعلن الرئيس السابق “دونالد ترامب” انسحاب القوات الأمريكية من شمال شرق سوريا.

ويؤكد بعض المحللين أن دفع “بايدن” لإنهاء ما بعد 11 سبتمبر “حروب أبدية”، مدعومًا برغبة قوية على ما يبدو لدى الجمهور الأمريكي لرؤية بلادهم تنأى بنفسها عن الاشتباكات العسكرية في الشرق الأوسط، وهو ما قد يعني الانسحاب من سوريا مرة أخرى على أجندة السياسة الخارجية، ومع ذلك، ووفقًا لمساعد مسؤول كبير يعمل على سياسة الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض، فإن مثل هذا التفكير “يبالغ في استقراء التجربة في أفغانستان”.

وأضاف المسؤول الأمريكي أن “حجم وطبيعة أهدافنا، وعمق مشاركتنا ونوع البيئة التي نعمل فيها في سوريا مختلفة تمامًا”.

وعلى عكس الانسحاب من أفغانستان، الذي كان مدعومًا من قبل أغلبية من الناخبين الأمريكيين لسنوات، خاصة منذ مقتل أسامة بن لادن عام 2011، أعرب معظم الأمريكيين عن دعمهم لمهمة مكافحة داعش في سوريا والعراق، مما يشير إلى أن “بايدن” قد يواجه ضغط أقل من “القاعدة إلى القمة” للإسراع في الانسحاب السوري في أي وقت قريب.

وبينما انحسر تنظيم “داعش” إلى تمرد منخفض الكثافة منذ هزيمته على الأرض في مارس 2019، ولا يزال كبار أعضائه يتعرضون للمطاردة، فمن المحتمل أن يكون رئيس الولايات المتحدة حذراً بشأن سحب القوات مرة أخرى من الأراضي الحدودية غير المستقرة والمناطق التي كانت خاضعة سابقاً لنفوذ الجماعة، هذه المرة في سوريا، خشية أن يخاطر بالضرر السياسي في الداخل الذي قد يتبعه إذا ما عاد التنظيم للظهور.

 

وعلى الرغم من تضاؤل قدرة تنظيم “داعش” على العمل، إلا أنه لم يتم تشويشها، مع استمرار خلاياها في تنفيذ الكمائن والاغتيالات في مناطق شرق ووسط سوريا، علاوة على ذلك، من غير المرجح أن تتحمل موسكو والنظام السوري عبء العمليات ضد داعش في مناطقهما السابقة في الشرق.

وحسب المصادر التي ترجمت عنها منصة SY24، وبالنظر إلى كل ما تم ذكره وإلى عدم قدرة “قوات سوريا الديمقراطية” على الحفاظ على نفسها لفترة طويلة بدون دعم الولايات المتحدة، فليس من الصعب تخيل سيناريو ما بعد انسحاب الولايات المتحدة يمكن من خلاله إحياء تنظيم “داعش”.

وكما قال مساعد العضو الديمقراطي في مجلس الشيوخ، فإن مثل هذه النتيجة قد تعني أن “عودة ظهور داعش ليس مرة واحدة، بل مرتين، كنتيجة مباشرة لقرارات السياسة المتخذة، ليس فقط تحت إشراف الرئيس، ولكن أيضًا أثناء تولي الديمقراطيين مناصبهم … ليس إرثًا يريده الرئيس بايدن لنفسه أو للحزب”.

وينشط تنظيم “داعش” في البادية السورية بشكل خاص وفي بعض مناطق الرقة ودير الزور شرقي سوريا عبر خلاياه النائمة، ويعتمد على العمليات الخاطفة والانسحاب إلى المناطق الوعرة والجبال التي يتحصن بداخلها في البادية السورية.

وتؤكد واشنطن أن القضاء على خطر تهديد “داعش” وتهديداته في المنطقة من أهدافها الرئيسية، إضافة إلى توفير البيئة الآمنة للمدنيين في تلك المناطق.

مقالات ذات صلة