أكد الصحفي السوري “علي عيد” أن افتتاح المكتب القنصلي التابع للنظام السوري في درعا هو “خطوة أمنية وسياسية”، لافتا في الوقت ذاته إلى الأهداف التي يسعى إليها النظام من وراء هذه الخطوة.
كلام “عيد” وهو من أبناء محافظة درعا، جاء في تصريح خاص لمنصة SY24، وتعقيبًا على خبر افتتاح وزير الخارجية والمغتربين في حكومة النظام، المدعو “فيصل المقداد” المنحدر من محافظة درعا، مكتبًا قنصليًا في مركز المحافظة في مدينة درعا بجانب مبنى النفوس.
وقال “عيد”، إن “افتتاح مكتب قنصلي في درعا هو خطوة سياسية وأمنية أكثر منها خدمية، فالنظام يريد من جهة أن يقول إنه يخدم أهالي درعا بعد التسويات، كما يريد أن يخفف من ضغط نشاط أبناء المحافظة نحو دمشق”.
وأضاف أن “هذه الخطوة قد تكون إيجابية لأبناء المحافظة كإجراء يخفف من ضغط السفر للتصديق على الوثائق، لكنه أيضا يخدم بشكل عام خطة النظام لتحريك خط الجنوب مع الأردن تجاريا وربما سياحيا في القريب، ووربما سيكون لهذا المركز مستقبلا دور فيما يخص اللاجئين السوريين في الأردن خصوصًا ممن لا يملكون وثائق”.
وحسب مراسلنا في المنطقة، فإن من أبرز مهام هذه المكتب القنصلي تصديق الوثائق التي سيتم استخدامها خارج سوريا كشهادات الجامعة والبيانات العائلية وإخراجات القيد.
وتحدث مسؤولون من حكومة النظام أثناء الاجتماعات الأمنية في درعا، حسب رصد مراسلنا، فإن هناك عدة خطط خدمية وتنموية للمناطق التي تم دخول قوات النظام إليها وتمشيطها وعودة الأمن إليها، حسب زعمهم.
الجدير ذكره بأن المدعو “فيصل المقداد” وبعد تسلمه منصب وزير الخارجية خلفا لـ “وليد المعلم”، تم إدراجه على لائحة العقوبات الأوروبية، في حين كان “حزب الله اللبناني” أول المستنكرين لهذا الإدراج.
ويرى مراقبون أن حضور “المقداد” بنفسه وهو المدعوم من إيران، افتتاح المكتب القنصلي في درعا خاصة بعد الأحداث الأمنية التي شهدتها المنطقة إنسانيًا وأمنيًا وعسكريًا، يعني أن إيران حاضرة وتحاول التغلغل بشكل أكبر في المنطقة الجنوبية وبضوء أخضر من النظام.
ومنتصف العام الحالي، افتتحت طهران قنصلية لها في مدينة حلب شمالي سوريا، و اعتبر “فيصل المقداد” حينها، أن افتتاح القنصلية الإيرانية في مدينة حلب يعطي دفعة جديدة للعلاقات بين البلدين في مختلف المجالات”، على حد تعبيره.
يشار إلى أن القوات التي هاجمت “درعا البلد” خلال الشهرين الماضيين وفرضت حصارا خانقًا على سكانها، هي قوات محسوبة على إيران أو ميليشيات مدعومة إيرانيًا بشكل مباشر، مثل قوات الغيث في الفرقة الرابعة وميليشيات الحرس القومي وميليشيات الرضوان وغيرها، حسب مراسلنا ومصادر خاصة جنوبي سوريا.
كما أن إيران تنوي من خلال تثبيت قدمها في الجنوب السوري، فتح خط مباشر من ريف دمشق من جهة مطار دمشق الدولي وصولا إلى منطقة “اللجاة”، بهدف إنشاء مستودعات ذخيرة وسلاح، وأيضا إنشاء مراكز تدريب لميليشاتها، والوصول إلى الحدود الأردنية، وفق مصادرنا ذاتها.