تستمر معاناة المواطنين في التنقل داخل مدينة الرقة ومحيطها، في ظل أزمة المواصلات التي تشهدها المدينة الخاضعة لسيطرة “قسد”، الناتجة عن عدم توفر أعداد كافية من الحافلات، إضافة إلى الازدياد الملحوظ في عدد السكان خلال الأشهر الماضية.
قطاع النقل الداخلي في مدينة الرقة، يعاني من مشاكل عديدة أهمها عدم توفر حافلات كبيرة تعمل على نقل المواطنين عبر أحياء المدينة، أو إلى القرى والبلدات المحيطة بها، ناهيك عن مشاكل تعبيد الطرق والحفر المنتشرة فيها، والتي تسبب حوادث سير بشكل مستمر وخصوصاً في فصل الشتاء.
وذكرت مصادر محلية، أن عدد حافلات النقل الداخلي التابعة لـ “مجلس الرقة المدني” هي 10 حافلات فقط، بينما يصل عدد خطوط النقل الداخلي التي تربط أحياء المدينة مع بعضها إلى 16 خط نقل، في حين يبلغ عدد حافلات النقل الصغيرة التابعة للقطاع الخاص في مدينة الرقة إلى حوالي 100 حافلة.
وأشارت المصادر ذاتها، إلى أن عدد حافلات النقل الداخلي لا يكفي لتغطية احتياجات الأهالي للتنقل بين أحياء المدينة، في ظل ارتفاع كبير في عدد السكان الذي يستعملون حافلات النقل الداخلي، مع ارتفاع أجور النقل عبر سيارات الأجرة، والتي لا يستطيع أغلب سكان المدينة تحملها.
في حين نوهت المصادر إلى وقوع أعطال كثيرة في حافلات النقل الداخلي التابعة لـ “مجلس الرقة المدني”، والتي أدت إلى توقفها عن العمل لفترات طويلة، بسبب خروج معظم هذه الباصات عن الخدمة منذ سنوات، وعدم صيانتها بشكل مستمر نتيجة عدم توافر قطع غيار مناسبة لها، وعدم قيام “الإدارة الذاتية” بتوفير حافلات نقل جديدة بحجة “عدم وجود ميزانية كافية”.
وطالب أهالي مدينة الرقة “مجلس الرقة المدني” التابع لـ “الإدارة الذاتية” بتحسين واقع النقل الداخلي في المدينة، وتأمين باصات وحافلات نقل جديدة لنقل المواطنين عبر أحياء المدينة إلى الريف المحيط بها، بالإضافة إلى تحسين حال الطرق والشوارع الرئيسية، وتأمين وقود جيد وكافي لهذه الحافلات وبسعر مدعوم.
السيدة “أم جميل” تقيم في حي “المشلب” بمدينة الرقة، ذكرت أنها تضطر للوقوف فترات طويلة، في انتظار حافلة النقل الداخلي التي تقلها من مكان سكنها إلى حي المأمون الذي تقيم فيه ابنتها، الأمر الذي سبب معاناة كبيرة لها، وخصوصاً في ظل الظروف المناخية من ارتفاع درجات الحرارة أو انخفاضها”، على حد تعبيرها.
وقالت في حديث خاص لها مع منصة SY24: “لم نكن نستعمل حافلات النقل الداخلي في الأوقات الماضية، وذلك بسبب توفر المحروقات وانخفاض تعرفة النقل لسيارات الأجرة، ولكن مع نقص المحروقات وارتفاع ثمنها بات الحصول على سيارة أجرة أشبه بالحلم للعديد من المواطنين، ولهذا نضطر لركوب حافلات النقل الداخلي”.
وأضافت أن “المشاكل التي تواجهنا بشكل أكبر هي مع سائقي حافلات النقل الداخلي الصغيرة والتي تعود للقطاع الخاص، حيث يقومون برفع الأجرة دون رقيب أو حسيب بحجة ارتفاع ثمن المحروقات وعدم توفرها، ناهيك عن تعاملهم السيء مع الركاب”.
وتعاني مدينة الرقة الخاضعة لسيطرة “قوات سورية الديمقراطية” من نقص كبير في الخدمات الأساسية المقدمة للمواطنين، على الرغم من مرور عدة سنوات على سيطرتها على المدينة، بعد انسحاب تنظيم “داعش” منها أواخر عام 2017، وذلك نتيجة الفساد المستشري داخل مؤسسات “مجلس الرقة المدني” التابع لـ “الإدارة الذاتية”.