تواصل الميليشيات المدعومة من إيران تحركاتها الأمنية والعسكرية في قلب العاصمة دمشق وريفها، والتي تتم أغلبها تحت جنح الظلام ومع ساعات الفجر الأولى، في محاولة منها لإخفاء الأهداف وما تسعى إليه من وراء ذلك.
وفي آخر المستجدات، رصد مراسلنا في دمشق انتشارًا لميليشيا “فاطميون” الأفغانية داخل الأحياء القديمة لدمشق، مبينًا أنه الانتشار الأول من نوعه منذ أكثر من عامين.
وأوضح مراسلنا أن عناصر ميليشيا “فاطميون” انتشروا خلال ساعات الليلة الماضية في حي الشاغور التابع لدمشق القديمة.
وأشار مراسلنا إلى أن الانتشار كان ضمن الأحياء وبالقرب من المقرات التي تتخذها الميليشيا في المنطقة، حيث تم نشر العناصر في الطرقات مع تسيير دوريات على أطراف الحي عبر سيارات دفع رباعي مزودة برشاشات مختلفة، إضافة إلى انتشار العناصر في الأزقة والحارات الشعبية القديمة.
وذكر مراسلنا أن تلك الميليشيا تلقت، فجر اليوم الإثنين، تعليمات وأوامر من أحد القيادين في ميليشيا “الحرس الثوري” الإيراني بتوجيه قوة عسكرية من الميليشيا من حي الشاغور باتجاه منطقة حجيرة جنوبي دمشق، دون معرفة الأسباب الرئيسية.
وتتزامن تحركات ميليشيا “فاطميون” الأمنية والانتشار في دمشق القديمة، مع أحداث سبقتها قبل أيام وكانت دمشق وريفها مسرحًا لها، حيث أفاد مراسلنا في دمشق، قبل أيام، بأن ميليشيا “حزب الله” فقدت وبشكل مفاجئ، أحد عناصرها من على إحدى النقاط العسكرية التي يتمركز بها دون معرفة أي شيء عنه، وذلك في بلدة “دير سلمان” في منطقة المرج بالغوطة الشرقية.
وفي الفترة ذاتها، ذكرت مصادر خاصة في حديثها لمنصة SY24، أن 11 عنصرًا من ميليشيا “الدفاع الوطني”، قاموا ببيع أسلحتهم وذخائرهم وجعبهم إلى تجار أسلحة وسماسرة في العاصمة دمشق، وفروا عقب ذلك باتجاه مناطق سيطرة “قسد” شرقي سوريا، الأمر الذي أصاب ميليشيا “الدفاع الوطني” بحالة من التوتر الأمني والارتباك والصدمة.
وتأتي تلك التحركات في دمشق القديمة أيضا، مع الأحداث في منطقة “القلمون” بريف دمشق، وذلك على صعيد أمني وعسكري، إذ أفاد مراسلنا في “القلمون”، بتزويد ميليشيا الحزب أحد مقراتها العسكرية بمنطقة “القسطل” في القلمون بصواريخ من نوع “أرض جو” مع منصات إطلاق خاصة بهم، وذلك تحت جنح الظلام أيضا.
ومنذ نهاية أيلول/سبتمبر الماضي، لم تهدأ تلك التحركات للميليشيات الإيرانية أو المدعومة منها، وكان من بينها التحركات التي رصدها مراسلنا في حي باب شرقي بالعاصمة دمشق باتجاه حي التضامن جنوب دمشق، والتي تزامنت مع توافد “الحجاج الإيرانيين” إلى قلب دمشق للاحتفال بذكرى “أربعينية الحسين”.
تجدر الإشارة إلى أنه وخلال العام الجاري، قامت الميليشيات الإيرانية بنقل قسم كبير من مقراتها من مناطق في قلب دمشق إلى جنوبها في “ببيلا، بيت سحم، وحجيرة”، إذ باتت هذه المناطق هي المعقل الرئيسي لهم.