مازالت منازل المدنيين وممتلكاتهم الشخصية في مدينة ديرالزور، الخاضعة لسيطرة قوات النظام السوري والميليشيات الإيرانية والمحلية الموالية له، مازالت تتعرض لعمليات سرقة مستمرة من قبل عناصر ميليشيا “الدفاع الوطني” بتوجيه مباشر من قادتهم، في ظل تجاهل كامل من قبل الأجهزة الأمنية والشرطة المدنية التابعة للنظام السوري.
عمليات السرقة التي يمارسها عناصر ميليشيا “الدفاع الوطني” استهدفت منازل المدنيين في الأحياء التي سيطر عليها النظام السوري بعد انسحاب تنظيم “داعش” منها أواخر عام 2017، وشملت السرقات كل ما يمكن بيعه في السوق السوداء من أجهزة كهربائية والكترونية وأثاث المنازل، بالإضافة إلى الكابلات النحاسية والحديد وسيراميك الحمامات.
مصادر محلية في مدينة ديرالزور أشارت إلى تعرض عدد كبير من القبور المتواجدة في مقابر المدينة إلى عمليات تخريب وسرقة منظمة من قبل عدد من اللصوص، الذين عمدوا على سرقة شواهد القبور “الرخامية”، حيث قاموا بتجديدها وإعادة صقلها بغرض بيعها في السوق المحلية، أو تصديرها إلى المحافظات السورية الأخرى.
المصادر ذاتها أكدت لمنصة SY24 تورط عناصر ميليشيا “الدفاع الوطني” في عمليات سرقة شواهد القبور “الرخامية”، وذلك بتوجيه من قادة “الميليشيات بالتعاون مع ضباط الأجهزة الأمنية والعسكرية في المدينة، وخصوصاً ضباط وعناصر قسم “الدوريات” في فرع الأمن الجنائي التابع للشرطة المدنية، وأيضاً عناصر من فرع أمن الدولة في المدينة.
حوادث سرقة شواهد القبور “الرخامية” أثارت حالة من الغضب والاستياء لدى أهالي المدينة، بسبب قيام هؤلاء اللصوص بتخريب عدد كبير من قبور ذويهم دون “رادع أخلاقي”، الأمر الذي أدى إلى “طمس معالم عدد منها وعدم معرفة الأهالي بمكان دفن موتاهم”.
(أم خالد)، مواطنة من حي الحميدية في مدينة ديرالزور، أشارت إلى “تعرض مقبرة عائلتها إلى السرقة والتخريب من قبل عدد من اللصوص، وذلك بغرض سرقة الشواهد الرخامية التي نقشت عليها أسماء الموتى مع تاريخ وفاتهم”، على حد قولها.
وفي حديثها لمنصة SY24 قالت:” عدت إلى المدينة منذ عدة أيام بغرض زيارة أقاربي، وعند ذهابي لمقابر العائلة المتواجدة بالقرب من مبنى السكن الجامعي الجديد خارج المدينة، اكتشفت أن هناك من قام بسرقة عدد من شواهد القبور الرخامية الخاصة بعائلتي”.
وتابعت:” لم أكن أتوقع أن هناك من سيقوم بتدنيس حرمات الموتى وسرقة شواهد قبورهم فقط من أجل الكسب المالي، ولكن بعد سؤالي الأهالي علمت أن عناصر ميليشيا الدفاع الوطني يقومون بمثل هذه الأفعال وربما أكثر، في سبيل تحقيق مصالحهم المادية”.
وأضافت:” الأجهزة الأمنية التابعة للنظام السوري تتعاون مع قادة وعناصر ميليشيا الدفاع الوطني في سرقة ممتلكات المواطنين، والآن هم شركاء في سرقة شواهد قبورهم، ولا نعلم ربما في المستقبل يسرقون عظام الموتى ويتاجرون بها”.
ويشار إلى أن مدينة ديرالزور الخاضعة لسيطرة قوات النظام السوري تشهد حالة من الإنفلات الأمني، بسبب انتشار فوضى السلاح في المدينة، بالإضافة إلى زيادة ملحوظة في معدلات جرائم القتل والسرقة التي يقف وراءها عناصر ميلشيا “الدفاع الوطني”، وعناصر الميليشيات الإيرانية والروسية المتواجدة في المدينة.