أكدت مصادر خاصة من المنطقة الجنوبية، أن ريف السويداء الغربي على موعد مع تطورات ميدانية وأمنية جديدة، عنوانها الأبرز “محاولة النظام السوري وميليشياته بسط السيطرة والتموضع هناك”.
وفي التفاصيل، نقل مراسلنا في المنطقة ما تشهده بلدة “ناحتة” ومحيطها بريف درعا الشرقي من توترات أمنية، خاصة بعد اندلاع اشتباكات متقطعة بين مجهولين وعناصر من قوات النظام استخدمت فيها الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، والتي استمرت قرابة ساعتين.
وذكر أحد المتحدثين العسكريين (فضّل عدم ذكر اسمه)، حسب ما وصل لمراسلنا، أن “هذه الأفعال مصطنعة تمهيدا لمرحلة أمنية جديدة في ريف السويداء الغربي ودخول الأفرع الأمنية إليها”.
وأرجع المتحدث العسكري السبب إلى أن بلدة “ناحتة” تقع على الحدود الفاصلة بين المحافظتين (درعا والسويداء).
وكانت البلدة وخلال الثورة السورية، من المناطق الحاضنة لفصيل “جند الملاحم” المنشق عن “جبهة النصرة” في ذلك الوقت، والذي يعتبر جل عناصره من أبناء البلدة.
وخضعت “ناحتة” لاتفاقيتي تسوية، عام 2018، والأخرى قبل شهر من الآن، وعقب الاتفاق الأخير تمت مداهمة البلدة 8 مرات من قبل المخابرات الجوية حيث تَعتبر هذه البلدة من قطاع انتشارها الأمني.
وحسب مصادرنا، يعتبر ريف السويداء الغربي من المناطق الخارجة عن سيطرة النظام السوري وتسيطر عليه مجموعات محلية تتبع لقوات الكرامة وغيرها.
ويعتبر ريف السويداء من المراكز التجارية الهامة لجميع المواد الغذائية ومواد البناء والمحروقات بأنواعها، وأبرزها ما يسمى “المازوت الداعشي غير المكرر”، حيث كان يدخل للمحافظة من ريف السويداء الشرقي قادمًا من البادية السورية.
وبين الفترة والأخرى يعمل النظام السوري مدعومًا بحلفائه وخاصة إيران، على رسم المخططات في المنطقة الجنوبية ابتداءًا من درعا وليس انتهاءًا بالسويداء، بهدف إخضاع تلك المناطق لسيطرته وإجبار المدنيين الرافضين له على الرضوخ لشروطه ومطالبه العسكرية والأمنية، وسط استمرار سياسة التهميش الاقتصادي والمعيشي في المناطق التي تتواجد فيها قواته والمجموعات المساندة له.
وتتزامن كل تلك الأحداث مع عمليات التسوية التي تشهدها مدن وبلدات ريف درعا المجاورة للسويداء، بموجب الاتفاقيات التي تم توقيعها بين اللجنة الأمنية في درعا والشرطة الروسية من جهة، ولجان التفاوض ووجهاء حوران من جهة أخرى.