ادّعت روسيا أن الأخبار الزائفة عن الأوضاع في سوريا هي من تؤجل عودة اللاجئين إلى مناطق سيطرة النظام السوري، متجاهلة كل التقارير الدولية التي تؤكد أن “سوريا بلد غير آمن”.
جاء ذلك على لسان عدد من المسؤولين الروس، اليوم الثلاثاء، خلال الجلسة المشتركة للهيئتين التنسيقيتين الوزارتين المشتركتين الروسية والتابعة للنظام السوري، التي انطلقت، اليوم بدمشق، حول عودة اللاجئين إلى سوريا.
وقال رئيس الهيئة التنسيقية الوزارية الروسية العماد أول “ميخائيل ميزينتسيف”، حسب ما رصدت منصة SY24، إن “الانتشار الهائل للأخبار المزيفة حول الوضع في سوريا، والتي تهدف إلى تخويف السوريين وإجبارهم على تأجيل عودتهم إلى ديارهم، أمر مثير للقلق”.
أمّا المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سوريا “ألكسندر لافرنتييف”، فزعم أن “الجهود المشتركة لروسيا والنظام السوري، أسهمت بعودة مئات آلاف المهجرين واللاجئين السوريين إلى وطنهم بعد أن هيأت حكومة النظام السوري الظروف المناسبة لذلك”.
وأضاف “لافرنتييف”، أنه “في عام 2010 كانت الأوضاع الاقتصادية تتطور في سوريا بوتيرة متسارعة وكان هناك نمو ملحوظ في حياة السوريين، لكن للأسف بدأت دول غربية بالعمل على زعزعة الاستقرار في هذا البلد”.
من جهته ادعى رئيس مركز التنسيق الروسي السوري لإعادة اللاجئين “ميخائيل ميزينتسيف”، أن “روسيا أسهمت بشكل كبير في محاربة الإرهاب إلى جانب النظام السوري، وأن الجهود المشتركة للهيئتين التنسيقيتين المشتركتين أسهمت بعودة أكثر من مليوني لاجئ سوري إلى وطنهم”.
ومطلع الشهر الجاري، هاجمت روسيا، اليوم الثلاثاء، الدول التي تؤوي لاجئين سوريين مطالبة إياها بإعادة هؤلاء اللاجئين إلى ديارهم وعدم عرقلة هذا الأمر.
يذكر أنه في 11 و12 تشرين الثاني/نوفمبر 2020، عُقد في دمشق ما يسمى “مؤتمر اللاجئين” بدعم روسي وإيراني وحضور عدد من الدول الداعمة لرأس النظام السوري “بشار الأسد” ومن بينها لبنان، في حين رفضت دول أوروبية وغربية حضور المؤتمر الذي لاقى رفضا واسعا حتى من الموالين أنفسهم، وحتى أنه أثار سخرية كثير منهم.
ومؤخرا، أكدت منظمة العفو الدولية في تقرير، أن “أي حكومة تزعم أن سوريا أصبحت الآن بلداً آمناً تتجاهل عامدةً الأوضاع الرهيبة على أرض الواقع، وتترك اللاجئين مرة أخرى نهباً للخوف على أرواحهم”.
وخَلص تقرير المنظمة بالتأكيد على أنه “لا مأمن للاجئين العائدين في أي مكان في سوريا؛ وفضلاً عن ذلك، فإن ثمة خطراً حقيقياً في أن يتعرض اللاجئون الذين رحلوا عن سوريا منذ بدء الصراع للاضطهاد لدى عودتهم بسبب ما تنسبه السلطات إليهم من الآراء السياسية، أو بهدف معاقبتهم على فرارهم من البلاد وحسب”، مبينًا أن “ثلث الحالات الموثقة في هذا التقرير تتعلق بانتهاكات لحقوق الإنسان وقعت في مدينة دمشق أو منطقة دمشق”.