أعرب مسؤول أمريكي في وزارة الخارجية الأمريكية، عن قلق بلاده من ما تفعله كل من روسيا وإيران في سوريا، مؤكدا أن لدى واشنطن طرق مختلفة للتعامل مع هذه الدول للضغط من أجل الوصول إلى حل سياسي ينهي مأساة الشعب السوري.
جاء ذلك على لسان نائب مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى “إيثان غولدريتش”، خلال إحاطة صحفية مباشرة شارك فيها موفد منصة SY24 في مدينة إسطنبول التركية.
وقال المسؤول الأمريكي: “لدينا علاقات متنوعة مع روسيا وإيران، ولكن لدينا قلق حول ما تفعله هذه الدول في سوريا”.
وأضاف: “أتفهم أن سلوك روسيا وإيران يعتبر جزء من المشكلة في سوريا، ولكن أيضا لدينا علاقات مختلفة مع هذه الدول وطرق مختلفة للتعامل مع هذه الأمور”.
وتابع: “روسيا هي عضو أساسي في مجلس الأمن الدولي، ولذلك نحن نتكلم معها بشكل دائم في هذه الأمور، ولكن تأكدوا نحن نفهم المشكلة”.
وفي ما يخص الضغوطات التي تعمل واشنطن على ممارستها للوصول إلى الحل السياسي الخاص بملف القضية السورية، أوضح المسؤول الأمريكي قائلاً: “بالنسبة للضغوطات التي نستمر بتطبيقها هي العقوبات، ولدينا أيضا المساءلة في كل ما يتعلق بحقوق الإنسان واستخدام الأسلحة الكيماوية، ولدينا النية بعدم التطبيع مع النظام بأي طريقة كانت”.
وزاد قائلًا: “تركيزنا الآن على دعم المساعدات الإنسانية وعلى كل ما يساهم في وقف العنف ووقف إطلاق النار ومحاربة (داعش) حتى نصل إلى خلق بيئة تسهل لنا التقدم في القرار 2254”.
ومضى بالقول: “نسعى إلى خلق آلية تساهم في متابعة العملية السياسية من خلال متابعة الضغط على النظام بالطرق التي ننفذها حاليا، وعبر تحسين ظروف السوريين لكي نصل إلى بيئة تسمح بمتابعة العملية السياسية”.
وفي سياق إحاطته الصحفية قال المسؤول الأمريكي أيضًا: “حكومتنا تركز في سوريا على عدة ملفات رئيسية وهي: زيادة تدفق المساعدات الإنسانية لتخفيف المعاناة عن السوريين، والاستمرار بمحاربة (داعش) لحرمانها من فرصة إعادة نفسها، وسيستمر وجودنا العسكري في سوريا من أجل محاربة تجديد (داعش) لنفسها، فسياستنا في سوريا غير مرتبطة بالنفط وإنما نركز على محاربة هذا التنظيم، ووجودنا شرقي سوريا سيستمر حتى اجتثاث (داعش) بالكامل”.
وأشار إلى أنه من أهداف واشنطن أيضا: “استدامة الهدن المحلية في سوريا ومنع تصاعد العنف، إضافة إلى أننا ملتزمون بموقفنا بأننا نعتبر أن النظام مسؤول عن انتهاكات حقوق الإنسان، وبالتالي سياسة حكومتنا مستمرة بتحميل النظام مسؤولية هذه الانتهاكات، كما أننا مستمرون بالتزامنا بالقرار الأممي 2254 وبالعملية السياسية التي نأمل أن تفضي إلى حل سياسي في سوريا”.
وحول موقف واشنطن من تطبيع بعض الدول مع النظام السوري، أكد أن: “واشنطن ملتزمة بمعارضتها لتطبيع العلاقات مع النظام في سوريا، ولا تدعم الدول الأخرى التي تطبع علاقاتها معه، وهي تبلغ الدول الأخرى بذلك”، مبينًا أن “واشنطن ترى أن النظام خطرٌ لأنه ارتكب العديد من الفظائع بشعبه”.
وذكر أن واشنطن “متابعة في العقوبات المفروضة في سوريا وتعمل على استمرارها من أجل التغيير المأمول في سوريا، ومن أجل ذلك فإن العقوبات هي أحد أوجه تحميل النظام المسؤولية”.
وفي ما يتعلق بملف إعادة الإعمار، لفت المسؤول الأمريكي إلى أن “حكومتنا لا ترى بأن الوقت قد حان لإعادة الإعمار، وهذا الأمر يجب أن يكون مرتبط بحل سياسي”.