أغلق أهالي ريف ديرالزور، السبت الماضي، معبر الصالحية البري الذي يصل مناطق سيطرة “قوات سورية الديمقراطية” ومناطق النظام السوري عند مدخل المدينة الشمالي، وذلك أثناء مظاهرة حاشدة شارك فيها عدد كبير من أبناء المنطقة.
وجاء إغلاق المعبر من قبل الأهالي رداً على سماح “قوات سورية الديمقراطية” بعبور رتل عسكري تابع للقوات الروسية عبر مناطق سيطرتها في الريف الغربي باتجاه مناطق سيطرة النظام في ديرالزور، قادماً من ريف مدينة الرقة الغربي الذي تسيطر عليه قوات النظام السوري.
في حين أعلنت إدارة معبر “الصالحية” البري، أنها اتفقت مع أهالي المنطقة على إغلاق المعبر بشكل “مؤقت” أمام حركة عبور المدنيين إلى مناطق سيطرة النظام السوري في ريف ديرالزور الشمالي، وذلك إلى حين انتهاء عملية “المصالحة الطوعية وتسوية أوضاع المطلوبين” التي أعلنت عنها حكومة النظام في مدينة ديرالزور الأسبوع الفائت.
وفي السياق، هدد المتظاهرون باستهداف القوات الروسية بشكل مباشر في حال أنها حاولت العبور من مدنهم وقراهم في ريف ديرالزور الغربي مرة أخرى، وطالب المتظاهرون قوات التحالف الدولي و”قسد” بتنفيذ التزاماتهم تجاه المدنيين وحمايتهم من أي تدخل محتمل لروسيا والنظام في المنطقة.
“أبو أحمد” أحد أبناء قرية “أبو خشب” في ريف ديرالزور الشمالي، أشار إلى أن “جميع أبناء ريف ديرالزور مستعدين للمواجهة العسكرية مع القوات الروسية في حال حاولت الدخول إلى مدنهم وقراهم، أو العبور منها حتى لو كانوا تحت حماية قوات سورية الديمقراطية”.
وقال الشاب في حديث خاص مع منصة SY24، إن “القوات الروسية شريكة للنظام السوري وإيران في المجازر التي ارتكبت في ديرالزور خصوصاً وفي سورية عموماً، ولذلك فإننا لن نسمح بأي محاولة للتطبيع مع هؤلاء المجرمين حتى لو اضطررنا إلى قتالهم”.
وأوضح أن “إغلاق المعبر جاء أيضاً بسبب عملية المصالحة الكاذبة التي أعلن عنها النظام في مدينة ديرالزور، والتي يطمح من خلالها إلى إرسال العملاء والجواسيس إلى مدننا وقرانا، وتنفيذ عمليات اغتيال بحق أبنائنا من أجل زعزعة استقرار وأمن المنطقة”.
وأضاف أن “الجميع الآن في ريف ديرالزور أصبح على أهبة الاستعداد لمنع مرور القوات الروسية من المنطقة مرة أخرى، وأيضاً جاهزين لأي مواجهة عسكرية معهم، في سبيل حماية أرضنا التي قدمنا في سبيل تحريرها آلاف الشهداء”.
وكان معبر “الصالحية” البري الواقع عند مدخل مدينة ديرالزور الشمالي قد شهد توتراً حاداً بين أهالي المنطقة والقوات الروسية، على خلفية قيام الأخيرة بإطلاق النار بشكل عشوائي على المدنيين أثناء محاولتهم منع دورية عسكرية روسية من الدخول إلى مناطق سيطرة النظام السوري، قادمةً من ريف الرقة الغربي، مروراً بمناطق سيطرة “قوات سورية الديمقراطية” في ريف ديرالزور الغربي.
وتعد هذه هي “المرة الثانية” التي تقوم بها القوات الروسية باستخدام الطرق التي تقع ضمن المدن البلدات التي تسيطر عليها “قوات سورية الديمقراطية” من أجل العبور من ريف الرقة الجنوبي الغربي إلى مدينة ديرالزور، التي تقع تحت سيطرة النظام السوري وحلفائه من الميليشيات الإيرانية والقوات الروسية.