خاطبت الناشطة والمخرجة السورية “وعد الخطيب”، أعضاء مجلس الأمن الدولي بلهجة شديدة ومؤثرة، مطالبة بتحمل مسؤولياتهم والتحرك لحماية السوريين، ومؤكدة أن المجلس يشاهد عن بعد ما يحصل للشعب السوري وخاصة المدنيين القاطنين في منطقة إدلب.
كلام “الخطيب” جاء خلال مشاركتها، أمس الإثنين، في جلسة لمجلس الأمن الدولي إلى جانب المعتقل السابق في سجون النظام “عمر الشغري”، للإفادة بشهادتهما عن الوضع والانتهاكات الممارسة من النظام السوري وروسيا بحق السوريين.
وقالت “الخطيب” في كلمة لها رصدتها منصة SY24: “أنا طرف في الثورة السورية التي جعلتني أشعر بالأمل عندما تجرأنا على الحلم، وأحدثكم بصفتي ناشطة، وأحدثكم كأم أنجبت طفلتها في إحدى المستشفيات بريف حلب، قبل أن تستهدف روسيا والنظام هذه المستشفى”.
وأضافت “أحدثكم كصانعة أفلام مهمتي في الحياة توثيق الظلم وإبرازه للعالم، وأحدثكم بصفتي واحدة من ملايين السوريين الذين شهدوا على ما حدث ونجوا من الانتهاكات للقوانين التي وضعتموها أنتم”.
وتابعت “أين غضبكم وأين تحرككم؟، مجلس الأمن يشاهد عن بعد ما يحدث في سوريا، لقد تخليتم عنا”.
وأشارت إلى أن “سوريا بلد غير آمن، ورغم كل التقارير الدولية والحقوقية والإنسانية، فإن بعضكم يتحدث عن تجديد العلاقات مع النظام السوري، وهناك من يبرم عقودا مع أمراء الحرب لإعادة بناء ما دمره نظام الأسد”.
وزادت قائلة “هذا المجلس فشل في مساءلة الجناة، لذلم فإننا كسوريين وبالتعاون مع جهات حقوقية وعدد من الدول نبحث عن مسارات جديدة لمحاسبة هذا النظام ومساءلة روسيا عن قصفها للمستشفيات والطواقم الطبية، وذلك أمام المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان”.
وتساءلت “الخطيب” موجهة كلامها لأعضاء مجلس الأمن “كيف ستشاركون في جهود المساءلة وهناك 3 ملايين في إدلب يواجهون تهديدا يوميا في مدارسهم ومشافيهم؟”.
وختمت بالقول “نود منكم أن تلعبوا دوركم لإنقاذ هؤلاء جميعا.. عليكم إنقاذهم”.
يشار إلى أن مجلة “تايم” الأمريكية، اختارت “وعد الخطيب” ضمن قائمتها السنوية للشخصيات المئة الأكثر تأثيراً في العالم، إلى جانب شخصيات كبيرة ومؤثرة في العالم ومن بينهم الشخصية السورية التي تحمل اسم “قيصر”، وهو الضابط السوري الذي نجح في تسريب آلاف الصور لمعتقلين قضوا تحت التعذيب في سجون النظام.
وتعليقا على ذلك قالت “الخطيب” حينها لمنصة SY24 “بالنسبة لي هذا الأمر يجعلني بالفخر لأن صوتنا كسوريين وقفوا ضد النظام بدأ يصل إلى أماكن كبيرة جدا، وأصبح بمقدورنا أن نتكلم عن كل شيء حصل معنا”.
الجدير ذكره، أن واشنطن أكدت وعلى لسان ممثلتها إلى الأمم المتحدة السفيرة “ليندا توماس غرينفيلد”، وعقب جلسة مجلس الأمن الدولي التي شاركت فيها “الخطيب” و”الشغري”، على أن “انتهاكات نظام الأسد تؤثر على كل عائلة سورية، لا سيما حملة الاعتقال التعسفي والتعذيب”.
وأضافت أن “كل سوري يستحق العدالة والمساءلة التي لم ينالها مئات الآلاف من ضحايا النظام، ويجب على المجتمع الدولي أن يفعل أكثر من مجرد الاستماع إلى الشهادات وقراءة التقارير عن الفظائع التي ارتكبتها أنظمة الأسد”.
ولفتت إلى أن “المساءلة ضرورية لتحقيق العدالة التي طال انتظارها لضحايا النظام وعائلاتهم وبناء الثقة في العملية السياسية بشكل أكبر”.