لم تقتصر الصعوبات التي يواجهها قطاع التعليم في ريف ديرالزور الشرقي الخاضع لسيطرة “قوات سورية الديمقراطية”، على النقص الحاد في الكادر التعليمي، وعدم تقديم دعم لوجيستي مستمر لهذا القطاع، بل تعدتها إلى مشكلة تعرض المدارس في المنطقة للسرقة والتخريب بشكل متكرر.
عمليات السرقة والتخريب التي طالت مدارس ريف ديرالزور الشرقي، تسببت في تعطيل العملية التعليمية في المنطقة على مدار السنوات الماضية، وذلك نتيجة قيام اللصوص بسرقة أبواب ونوافذ المدارس الخشبية، بالإضافة إلى سرقة بعض الأجهزة الكهربائية من محولات وألواح طاقة شمسية، إضافة لقيامهم بتكسير المقاعد الدراسية وتخريب الصفوف وحرق الكتب والوثائق الرسمية الخاصة بالمدرسين والطلاب.
حيث طالب أهالي المنطقة “مجلس ديرالزور المدني” بتعيين حراس دائمين للمدارس بدوام كامل، وذلك بغرض حمايتها من عمليات السرقة والتخريب التي تتعرض لها، غير أن طلباتهم قوبلت بالرفض من قبل “لجنة التربية” في “الإدارة الذاتية”، بحجة “عدم وجود ميزانية كافية لتعيين حرس للمدارس في ريف ديرالزور”.
ثانوية الفرات للبنين في بلدة “الكشكية” بريف ديرالزور الشرقي، تعرضت للسرقة من قبل أشخاص مجهولين، واللافت في الأمر أن هؤلاء الأشخاص كانوا يرتدون الزي الرسمي للأمن العام في المنطقة.
الأشخاص المجهولين الذين دخلوا إلى ثانوية الفرات للبنين في بلدة الكشكية، قاموا بسرقة أجهزة الطاقة الشمسية الموجودة في المدرسة، إضافة لسرقة بعض الأجهزة الإلكترونية التي تخص كاميرات المراقبة الموجودة على سور المدرسة، والتي تم تركيبها من قبل برنامج “رشاد” من أجل مراقبة الشوارع الرئيسية الموجودة في محيط المنطقة.
وذكرت مصادر خاصة، أن “سبب تنفيذ عملية السرقة التي طالت ثانوية الفرات، هو وجود كاميرات المراقبة على سور المدرسة، نظرا لكونها تقوم بتغطية جميع الشوارع المحيطة بالمدرسة على مدارس الساعة”.
ولفتت المصادر إلى أن “الكادر التعليمي في المدرسة تلقى تهديدات سابقة من قبل أشخاص مجهولين، بغية الضغط على الإدارة لإزالة كاميرات مراقبة من محيط المدرسة، بالرغم من وجود ذات الكاميرات في ثانوية الفرات للإناث في المنطقة ذاتها”.
“أبو عمر” وهو أحد سكان بلدة “الكشكية” في ريف ديرالزور الشرقي، استبعد أن يكون المسلحين من عناصر تنظيم داعش، وذلك بسبب “عدم قيامهم بقتل الموظفين أو تهديدهم بذلك، بالإضافة إلى عدم قيامهم بحرق الكتب المدرسية والوثائق الرسمية الموجودة في المدرسة”.
وقال إن “الدافع الرئيسي لاقتحام هذه المدارس، هو السرقة والنهب، ويعد الإنفلات الأمني أحد أسباب انتشار هذه الظاهرة في المنطقة، إضافة لغياب الأمن وعدم قيام قسد بتوفير الحماية اللازمة لهذه المدارس”.
وأضاف أن “تنظيم داعش يعد من أبرز المستفيدين من عمليات تخريب المدارس، وذلك لأن المناهج التي يتم إعطائها في هذه المدارس لا تتوافق مع فكر التنظيم المتطرف، وخصوصاً أنها منعت التدريس سابقاً إبان سيطرتها على المنطقة”.
وأوضح أن “العادات لها دور أساسي في اقتحام ثانوية الفرات، حيث يعتقد البعض أن تلك الكاميرات تقوم بتصوير النساء والاحتفاظ بتلك الصور”.
يشار إلى أن القطاع التعليمي في ريف ديرالزور، مايزال يعاني من الإهمال المتعمد من قبل الجهات المعنية، وذلك بسبب عدم صرف الميزانية المالية التي خصصت للمنطقة، وإيقاف عدد من المدرسين عن العمل وفصلهم بحجة عدم ذهابهم إلى ما يطلق عليه اسم “واجب الدفاع الذاتي”.