دعت “ماري لولور” مقررة الأمم المتحدة الخاصة المعنية بحالة المدافعين عن حقوق الإنسان، لبنان إلى وقف تهديد وترهيب المحامي اللبناني “محمد صبلوح”، المدافع عن حقوق الإنسان وبشكل خاص حقوق اللاجئين السوريين في لبنان.
جاء ذلك في بيان صادر عن المقررة الأممية، اطلعت منصة SY24 على نسخة منه.
وذكرت المقررة الأممية في بيانها، أنه يجب على لبنان أن يوقف على الفور تهديد وترهيب المحامي “صبلوح”، وهو مدافع عن حقوق الإنسان ومحامٍ يعمل على مساعدة ضحايا التعذيب والاحتجاز التعسفي واللاجئين السوريين الذين يواجهون الترحيل”.
وأشارت المقررة الأممية إلى أن “صبلوح” تم استهدافه من قبل مديرية الأمن العام ومفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية فيما يتعلق بعمله القانوني ومساهماته في تقرير لمنظمة العفو الدولية عن اللاجئين السوريين، الذين يُزعم أنهم تعرضوا للاحتجاز التعسفي بتهم تتعلق بالإرهاب، وتعرضوا للتعذيب في لبنان، حسب البيان.
وتعقيبًا على ذلك قال “صبلوح” في تصريح خاص لمنصة SY24: “أشكر نقابة المحامين في كل من جنيف ولندن وواشنطن، وأشكر منظمات حقوق الإنسان في معظم دول العالم التي وقفت إلى جانبي وشكلت سدًا منيعًا لمواجهة أي تهديد أو ترهيب أتعرض له في لبنان، أو في وجه سياسة كم الأفواه التي كانت معتمدة من الأجهزة الأمنية أو القضائية في لبنان، كما أشكر نقابة المحامين في طرابلس ووقوفهم المشرف إلى جانبي، وأشكر وسائل الإعلام ومن بينها (منصكتم) على الوقفة التي جعلت كل من يريد إرهاب أو إسكات المدافعين عن حقوق الإنسان أن يعيد حساباته”.
وأضاف “لا يمكن وصف شعوري بهذا الموقف الرائع من كافة المنظمات، فهذا الموقف سوف يزيدني إصرارا واستكمالا لرسالتي التي بدأتها منذ عام 2007 بموضوع مكافحة التعذيب ومكافحة انتهاكات حقوق الإنسان، ومعالجة أزمات السجون، وتغيير الثقافة الخاطئة لدى الأجهزة الأمنية والقضائية في لبنان”.
وعن علاقة ملف اللاجئين السورين ودفاعه عنهم بهذا التحذير الأممي الصادر، أوضح “صبلوح” قائلا إن “ملف اللاجئين السوريين له علاقة كبيرة بالأمر واللاجئين السوريين لهم أثر كبير أيضًا بالموقف الذي صدر عن المقررة الأممية ماريا، أولا من ناحية ما تعرضت له من تضييق من قبل الأمن العام بسبب رفضي ومعارضتي لقيام الأمن العام بترحيل لاجئين سوريين إلى سوريا وتعريضهم لخطر التعذيب كونهم من المعارضين للنظام”.
وتابع أن “السبب الثاني هو تقرير منظمة العفو الدولية بأن سوريا غير آمنة والذي شاركت بالمعلومات الواردة فيه، إضافة لمشاركتي بتقرير دولي آخر بعنوان (كم تمنيت أن أموت) الذي شكل صدمة للشارع اللبناني وللقيادات الأمنية لإعادة حساباتهم بموضوع التعذيب من جديد”.
وعمل “صبلوح” خلال الفترة الماضية ومنذ شهر أيلول/سبتمبر الماضي، على الضغط على السلطات اللبنانية الأمنية والقضائية لمنع ترحيل أي لاجئ سوري وتسليمه للنظام في دمشق.
وفي وقت سابق قال “صبلوح” لمنصة SY24، إن “سجن رومية لوحده يؤوي نحو 400 معتقل سوري”، مؤكدا” نتخوف على مصيرهم، وقد تواصلت مع أكثر من جهة دولية وفي النهاية تم اللجوء للإعلام لكشف حقيقة ما يجري بحق المعتقلين السوريين”.
وأكد أنه يجري العمل بأسرع ما يمكن والتحرك مع جميع الجهات الدولية لمنع السلطات اللبنانية من ترحيل لاجئين سوريين إلى مناطق النظام، لافتا إلى أن ما يجري سابقة خطيرة من نوعها وانتهاك صارخ لحقوق الإنسان في لبنان.
وتؤوي لبنان ما يقارب من مليون لاجئ سوري حسب إحصائيات غير رسمية، بينما تقول السلطات اللبنانية أن عددهم يصل إلى 1.5 مليون لاجئ سوري، يواجهون ظروفا اقتصادية غاية في السوء.
الجدير ذكره، أصدرت “منظمة العفو الدولية” تقريرا حمل عنوان “أنت ذاهب إلى الموت”، وثقت فيه المنظمة، مجموعة من الانتهاكات التي وصفتها بــ “المروّعة”، والتي ارتكبها ضباط المخابرات التابعين للنظام السوري، بحق 66 من العائدين إلى مناطق النظام بعد طلبهم اللجوء في الخارج.