ماتزال مناطق سيطرة “قوات سورية الديمقراطية” في ريف ديرالزور الشرقي تشهد احتجاجات وتظاهرات مستمرة للأهالي، وذلك بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية والأمنية، وارتفاع أسعار معظم السلع التجارية والغذائية في ظل الارتفاع الكبير في معدل البطالة بين الشباب في المنطقة.
حيث قام المتظاهرون بإغلاق الطريق الرئيسية بالحجارة والإطارات المشتعلة وعطلوا حركة مرور السيارات في المنطقة، بسبب عدم قيام “الإدارة الذاتية” بتوفير مادة الطحين اللازمة الأفران، مما أدى إلى توقف معظمها عن العمل وحدوث أزمة خبز حادة.
وفي تصعيد خطير هو الأول من نوعه تشهده هذه الاحتجاجات، قام عدد من المسلحين المجهولين باقتحام المكاتب المؤسسات التابعة لـ “الإدارة الذاتية” في مدينة البصيرة، وقاموا بتكسير محتوياتها وطرد موظفيها بالقوة وتحت تهديد السلاح وأعلنوا إغلاقها بالكامل.
المسلحين الذي هاجموا مكاتب “الإدارة الذاتية”، قالوا إنهم لن يسمحوا لها بإعادة افتتاح مكاتبها في المنطقة مرة أخرى، إلا في حال قامت بتحسين الأوضاع المعيشية، وتوفير فرص العمل للشباب، وتغيير سياساتها المجحفة بحق أبناء ريف ديرالزور.
وفي سياق متصل، تصاعدت موجة جديدة من الاحتجاجات عمت قرى وبلدات منطقة “الشعيطات” بريف ديرالزور الشرقي، وذلك على خلفية قيام “قوات سورية” باعتقال الطفل ( حمد الزعلان) أثناء ذهابه مع ذويه إلى مدينة الرقة، ومحاولة هذه “القوات” تجنيده إجبارياً في صفوفها.
وتأتي هذه التظاهرات وسط أجواء مشحونة تعيشها قرى وبلدات ريف دير الزور بسبب ارتفاع كبير في معدلات الفقر لدى الأهالي، وازدياد نسبة البطالة بين الشباب الذين يحاولون جاهدين للسفر إلى مناطق سيطرة المعارضة السورية في الشمال السوري المحرر ومنه إلى تركيا، بغرض تأمين حياة أفضل لهم و لعائلاتهم.
“عمر الحسين”، وهو أحد أبناء مدينة البصيرة في ريف ديرالزور الشرقي، ذكر أنه يشارك في هذه الاحتجاجات بسبب “عدم مقدرته على إيجاد فرصة عمل مناسبة في المدينة، بالإضافة إلى الوضع الأمني السيء الذي تعيشه المنطقة”، على حد تعبيره.
وقال الشاب في حديثه مع منصة SY24، إن “الحياة في المنطقة أصبحت لا تطاق أبداً بسبب السياسات التي تتبعها قسد والتي تحارب المواطنين في لقمة معيشتهم، وقيامها بتقنين المحروقات والطحين المخصص لأبناء المنطقة”.
وأوضح أن “المظاهرات هذه المرة مختلفة تماماً عن سابقاتها لأن الجميع مصر على أنه لن يعود إلى منزله قبل تأمين قسد لجميع مطالب الأهالي، وإلا فإن الأوضاع ستستمر على ما هي عليه وستبقى المنطقة على صفيح ساخن إلى أجل غير مسمى”.
وأضاف أن “من قام باقتحام مكاتب الإدارة الذاتية هم من أبناء المنطقة وليسوا من تنظيم داعش كما حاولت بعض الصفحات الموالية لقسد الترويج له، ولذلك فإن تعطيل عمل مؤسسات الإدارة مستمرة في المنطقة، ولن يتم افتتاحها مرة أخرى إلا بعد تحقيق مطالب الأهالي”.
يشار إلى أن مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” في ريف ديرالزور الشرقي، تشهد احتجاجات مستمرة، منذ سنوات، نتيجة تردي الأوضاع الاقتصادية للأهالي، وعدم قيام “الإدارة الذاتية” بتنفيذ مستحقاتها تجاه الأهالي، بالإضافة إلى تنفيذ عمليات اعتقال تعسفية لعدد كبير من الشباب.