لم تمنع التحديات وظروف الحياة القاسية في عموم الشمال السوري، امرأة تعيل طفلها الوحيد من تحقيق حلمها وارتداء زي التخرج من جامعة حلب في المناطق المحررة، رغم أن طريقها لم يكن ممهدًا أو مفروشًا بالورود.
ورصد مراسلنا “رامي السيد” خلال تغطيته حفل التخرج، الفرحة التي عمّت أرجاء جامعة حلب، بعد تخريج كوكبة من الطلاب في مختلف الاختصاصات.
وكان اللافت للانتباه خلال الحفل، إحدى الخريجات التي كانت تقف بين جموع الطلاب الجامعيين وهي تحمل ابنها على كتفها، في مشهد “غير مألوف” من جهة، و”مثير للإعجاب” من جهة ثانية.
وعلى الرغم من أن المرأة هي ربة أسرة وتعيل طفلها الوحيد وعليها الكثير من المسؤوليات والواجبات، لكنّ ذلك لم يقف في وجه تحقيق حلمها وطموحها بإكمال دراستها والالتحاق بالجامعة وصولًا للتخرج منها، في تحد واضح لكل العقبات التي وقفت في وجهها.
ورصد مراسلنا عددًا من ردود الأفعال عقب مشاهدة الخريجة الجامعية وهي تحمل طفلها بين يديها، إذ أعرب الجميع عن شعورهم بالفخر والاعتزاز بكفاح هذه المرأة السورية واصفين إياها بـ “الإنسانة الرائعة والصبورة والمتحلية بالإيمان والشجاعة والإرادة والتصميم والروح العالية”، ومؤكدين في الوقت ذاته أن هذه المرأة حالها كحال كثير من النساء السوريات اللواتي يواجهن التحديات بعزيمة وصبر وإصرار لتحقيق أحلامهن.
وحسب مراسلنا فإن هذه الخريجة الجامعية، تعرب عن أملها بالحصول على مستقبل أفضل من خلال وظيفة أو فرصة عمل مناسبة، تعينها على إعالة طفلها وتأمين متطلبات الحياة المعيشية الأخرى، وأن لا تضيع جهودها في مهب الرياح بعد سنوات من الدراسة والجهد والتعب.
وأمس الأربعاء، أقامت جامعة حلب في المناطق المحررة حفلاً لتخريج الدفعة الثالثة من طلابها والتي تعتبر الدفعة الأكبر منذ تأسيس الجامعة عام 2015.
وبلغ عدد الخريجين 762 بجميع الاختصاصات، حيث كان قد تم تكريم خريجي طلاب الطب البشري في وقت سابق من الشهر الجاري.
وحضر الاحتفال كلا من الحكومة السورية المؤقتة والائتلاف الوطني السوري، إضافة إلى بعض الشخصيات البارزة في الشمال السوري.