تتزايد التقارير الدولية التي تؤكد امتلاك رأس النظام السوري بشار الأسد السلاح الكيماوي واستخدامه ضد المدنيين، رغم ادعاء الأسد تدمير كامل ترسانته الكيماوية، ما يزيد التساؤلات حول الأماكن التي يُخفي فيها النظام مخزونه الكيماوي ومن يتعاون معه في تصنيعه، وكيف يصدر القرار بشن هجوم كيماوي.
تفاصيل كثيرة تقف خلف ملف الكيماوي الذي يسعى الأسد للتعتيم عليه بشدة لتجنب تعرضه لأي مساءلة، وللإجابة على كل تلك التفاصيل، التقى موقع SY24 ، العميد الركن المجاز “زاهر الساكت”.
خطوات سرية لنقل الكيماوي:
وقال العميد “زاهر الساكت”، إن “الفيلق السادس هو الفيلق المختص في نقل الأسلحة الكيماوية، وقد تم إنشاؤه من قبل الخبراء الروس نهاية 2015 في مهام غير قتالية، ولم يكن لهذا الفيلق أي وجود حقيقي سابقاً ضمن تشكيلات جيش النظام، وتم اختيار تموضعه في منطقة القطيفة بريف دمشق، وتعتبر نواة تشكيله الفرقة الثالثة”.
وأضاف “الساكت”، أن “القيادة الروسية وضعت ضباط متخصصين بالأسلحة الكيماوية، بالتوازي مع الفرع ٤٥٠ والذي تتبع له الوحدات السرية المسؤولة عن نقل وحراسة وتخزين الأسلحة الكيماوية، واعتمدوا على شركة أوغاريت لنقل العصائر، والتي تملك عربات تنطبق عليها نوعاً ما إمكانية نقل الأسلحة الكيماوية، من حيث أنها مغلقة ومبردة وتوجد ضمن تثبيتات لمنع الاهتزاز”.
وأوضح العميد “زاهر”، أن “عربات أوغاريت تأتي محملة بالعصائر، وتفرغ حمولتها في استراحات النبك، ومن ثم تتوجه إلى منطقة جبعدين القريبة من معلولا، حيث ينسق الرائد محمد بلال المسؤول في المخابرات الجوية مع الفرع ٤٥٠، ويتم إرسال سائقين من المخابرات الجوية لقيادة العربات من منطقة جبعدين باتجاه نقطة تجمع الفيلق السادس المزعوم”.
وتابع قائلاً: “النظام بدأ إبعاد الكيماوي عن دمشق في 2012، حتى لا يتم كشفه من اللجان الدولية وكون العاصمة كانت مهددة، وبدأ نقله نحو الساحل حيث قد تكون الدولة المفيدة، لذا يتم توجيه عربات أوغاريت إلى المستودعات الموجودة الآن تحت الأرض شرق القطيفة، وهي عبارة عن مقالع فيها المستودعات، وتوجد ضمنها 550 طن من الكيماوي، وليس لها طريق على الواجهة الرئيسية، ويمكن الدخول إليها من قرية حلا أي من تلال القطيفة”.
وأضاف، “ومن ثم تتوجه العربات المحملة بالكيماوي نحو بانياس قرب منطقة بارمايا، حيث هناك مقلع أيضاً يملكه مفيد شوكت أخوه لآصف شوكت صهر الأسد، وقد تم نقل ١٢ طن فقط من أصل ٥٥٠ طن موجودة في القطيفة، كما قام الأسد بنقل الكيماوي من مستودعات تقسيس شرقي حماه، ومنطقة أبو الشامات في الضمير ومن الصبورة والسفيرة والفرقلس إلى مناطق أخرى في جبال الساحل”.
قرار الضربة الكيماوية يصدر من بشار الأسد:
كذلك تزداد التساؤلات حول الآلية التي يتم فيها اتخاذ قرار تنفيذ الضربة الكيماوية، وفي هذا الإطار قال “العميد الساكت”: “حين يكون هناك حالة معينة تتطلب استخدام الكيماوي في منطقة ما، يُتخذ قرار استخدام المواد السامة العصبية من قبل بشار الأسد شخصياً، الذي يقوم بالتواصل مع مسؤولي أمن القصر الجمهوري، والذين يتواصلون مع العميد حسين عباس، وهو ضابط الارتباط بين مخابرات القصر الجمهوري وفرع المخابرات الجوية”.
ومن ثم يتواصل العميد حسين عباس وضابط المخابرات الجوية مع الفرقة 450، وهذه الفرقة تضم أربع وحدات سرية مسؤولة عن نقل وتخزين وحراسة الأسلحة الكيماوية، وهي 416 و417 و418 و419، ومن ثم يتخذون القرار بتنفيذ الهجوم، ويتم نقل الذخائر إلى القواعد العسكرية، عبر عربات خاصة كي لا يكون لها أي تأثيرات أخرى، وبعدها يتم إعلام القائد المسؤول عن تنفيذ الضربة الكيماوية”.
من يساند النظام في ملف الكيماوي؟
وحول الدول التي تتعاون مع الأسد في صنع الكيماوي، يرى “العميد الساكت”، أنه “بدأ التعاون مع روسيا في مجال الكيماوي في الثمانينات، حيث كان هناك مستشار روسي يدعى أناتولي، وهو قام بتطوير خط السارين في 1980 إلى أن تم اغتياله في 2002 في ظروف غامضة، كما يتعاون الأسد مع كوريا الشمالية، حيث يتواجد خبراء من كوريا وروسيا في أماكن مختلفة ضمن مواقع قوات النظام، إضافةً الى تعاون النظام مع إيران منذ 1996”.
وأشار “زاهر” إلى أن “الأسد كان يحصل من بريطانيا وألمانيا على مواد كيماوية عام 1999، ليستخدمها في الصناعات الدوائية، ولكن النظام كان حينها يستورد النظائر الحمضية والإنزيمات المساعدة من روسيا، ويخلطها مع تلك المواد لتصبح أسلحة كيماوية قاتلة، ولكن حين كشفت الدولتان حقيقة استخدام النظام لهذه المواد، تم إيقاف تصديرها له منذ ذلك الحين”.
كما ذكر “الساكت” أن “النظام يقوم حالياً بتركيب رؤوس سامة على الصواريخ بالتعاون مع إيران وروسيا، ومن ثم يستهدف بها مناطق المعارضة، فلا يمكن للنظام أن يقوم وحده بتركيب مادة الكل
ورين المحدودة التأثير على هذه الصواريخ”، مشيراً الى أن “روسيا هي من نقلت الذخائر الكيماوية إلى مطار الشعيرات الذي أقلعت منه طائرة النظام، وارتكبت مجزرة خان شيخون، كون نقل الذخائر الكيماوية يحتاج إلى عربات خاصة لنقلها ولا يملكها الأسد”.