كشفت الأمطار الغزيرة حجم الواقع الخدمي المتردي في محافظة اللاذقية، الأمر الذي أثار غضب سكان المدينة وضواحيها بسبب التهميش الواضح من النظام وحكومته وعجزهم عن إيجاد الحلول للأزمات الحياتية التي تتفاقم يوما بعد يوم.
وفي التفاصيل التي رصدتها منصة SY24، أدت الأمطار الغزيرة إلى تشكل السيول والتي بدورها أدت لتعطل حركة السير في أكثر من نقطة ومن أهمها مدخل مدينة اللاذقية ومركز انطلاق “السرافيس” وغيرها من الأماكن الأخرى.
وذكرت مصادر محلية أن “مستنقعات المياه التي تشكلّت بفعل عجز فوهات التصريف على مجاراة كمية الأمطار الهاطلة، على عرض الشارع وبطول عدة أمتار، دون حرية مرور السيارات”.
وتداول رواد منصات التواصل الاجتماعي من أبناء محافظة اللاذقية صورا تظهر السيول التي عرقلت حركة السير والتي كشفت بدورها حجم التهميش الخدمي الحاصل، إذ منعت تلك السيول الموظفين والطلاب من مدن وأرياف المحافظة من الوصول إلى جامعاتهم ووظائفهم، وكان الخيار واحد من اثنين إما الوقوف جانباً في انتظار فتح الطريق وإما السير وسط مستنقع المياه، حسب المصادر ذاتها.
وادّعت مصادر خدمية تابعة للنظام السوري أن “حركة السير عند مدخل المدينة عادت إلى طبيعتها بعد تصريف مياه الأمطار التي كانت متجمعة عند مدخل المدينة من قبل ورشات المديرية التي عملت على تعزيل الفوهات المطرية لتصريف مياه الأمطار”، في حين أكدت عدة مصادر متطابقة أن مشكلة مستنقعات المياه لم يتم حلّها، لافتة إلى حالة السخط والاستياء الكبيرة بين سكان المحافظة المتضررين من غياب أي دور للجهات الخدمية في حكومة النظام عن إصلاح “فوهات تصريف مياه الأمطار”.
مصادر أخرى أكدت أنها بقيت عالقة في مدخل مدينة اللاذقية لأكثر من 3 ساعات، صباح اليوم، دون أي تدخل من أي جهة خدمية لتوفير ما يلزم لحل مشكلة السيول وتسهيل حركة السير أمام المواطنين.
ومنتصف العام الجاري، شكا أهالي اللاذقية من أن أغلب شوارع المدينة هي بلا إنارة الأمر الذي أدى لوقوع العديد من حوادث “الدهس” بسبب الظلام الذي يخيم على شوارعها.
واشتكى سكان المدينة أيضا من انتشار حاويات القمامة على الطرقات العامة المخصصة للسيارات ووسائط النقل العامة رغم أن لها مكانا مخصصا، لكنّ عمال البلدية يجدون صعوبة في إعادتها إلى مكانها المخصص كون هذا المكان أصلا ممتلئ بالقمامة، وسط الإهمال الواضح من الجهات الخدمية في مسألة ترحيل القمامة التي تتراكم يوما بعد يوم.
ولفتت المصادر إلى أن مشكلة الواقع الخدمي المتردي لا تقتصر على مدينة اللاذقية فحسب، بل تمتد إلى أريافها والتي تعاني بدورها من انتشار القمامة وغياب أي جهود لترحيلها.
ومنذ عدة أيام بدأ الأهالي في المناطق الساحلية الخاضعة لسيطرة النظام، تقديم الشكاوى خاصة عبر منصات التواصل الاجتماعي من الأوضاع الأمنية المتردية وغياب أي جهات رقابية، يضاف إليها سوء الأحوال الخدمية والاقتصادية والمعيشية.