لم يقف النازحون مكتوفي الأيدي على عتبات المنظمات الإنسانية من أجل الحصول على سلة الإغاثة، وإنما سخّر بعضهم خبراته ومهنته ليزاول العمل بها حتى في المخيمات ومراكب النزوح، ورحلة البحث عن مكان آمنٍ من قصف النظام السوري. كحال النازحة السورية “أم محمد” التي اضطرت للخروج من منطقة الحولة بريف حمص، وانتهى بها الحال في مخيم الريان بريف حلب الشمالي.
وعلى اعتبار أن أم محمد هي واحدة من المدرّسات، قررت العمل في روضة للأيتام ومدرسة مخيم الريان، لكي تؤمن قوت يومها، وترسل لأولادها المحاصرين ما يتيسر تأمينه لمقاومة الحصار الذي يفرضه النظام السوري على المدنيين في منطقة الحولة بريف حمص.
تقول في حديثها لـ SY24 والدمعة في عينيها: “تهجّرت مع ابني المصاب من منطقة الحولة بريف حمص إلى الشمال السوري، لكن بسبب خطورة إصابته استشهد متأثراً بالإصابة، وكان استشهد ولد لي في وقت سابق، وبقي لدي 3 أبناء”.
وأضافت متأملةً: “الله يجمعني بأولادي عن قريب”.
تؤدي أم محمد دوراً بارزاً في تعليم الأطفال المقيمين في مخيم الريان بريف حلب، وساهمت بشكل كبير في النهوض بواقع التعليم في منطقة المخيمات، إيماناً منها بحقوق الأطفال في الحصول على دروسهم التي تؤهلهم ليصبحوا عناصر فعّالة بالمستقبل، من أجل واقع أفضل.