دفع ارتفاع تكاليف علاج الأسنان في مدينة إدلب عدداً كبيراً من المرضى، إلى التخلي عن متابعة علاجهم في العيادات الخاصة، لاسيما أن قيمة الأجور تحسب بالدولار في ظل تخبط سعر الليرة التركية، واللجوء إلى المشافي العامة والمراكز الصحية رغم خدماتها البسيطة والأولية.
لا تتناسب تكاليف علاج الأسنان مع المدخول لشريحة واسعة من سكان المنطقة، خاصة عمال المياومة، يقول الشاب “نضال العلي” مهجر من ريف دمشق، إنه تحمل ألم أسنانه، وانتظر وقتاً طويلاً لبدء العلاج بسبب عدم قدرته على تحمل التكاليف، إلى أن تكسرت معظم أسنانه، واحتاج لصنع طقم أسنان وهو في العشرينات من عمره.
يخبرنا أنه يحتاج لـ 400 دولار لتصليح جميع أسنانه في العيادة الخاصة، بين قلع وتلبيس وصنع جسور متحركة وغيرها من مراحل العلاج، التي تحتاج وقتاً طويلاً أيضاً، لذا لجأ إلى العيادات السنية في مشفى إدلب الجامعي لمتابعة علاجه منذ شهر تقريباً.
يقول في حديثه لمنصة SY24، إنه “من المستحيل على عامل مثلي تأمين هذا المبلغ، ولو على دفعات، ولم أعد أتحمل ألم الأسنان وتهالك قسم كبير منها، فالمسكنات وأدوية الالتهاب لم تعد تجدي نفعاً”.
تختلف تكاليف علاج الأسنان بين عيادة وأخرى، فتكلفة علاج السن الواحد تتراوح من 10 – 15 دولار، وتلبيس تاج الخزف 15 دولار، وتاج الزركون 50 دولار، والقلع 30 ليرة تركي.
يقول الطبيب “حسام الدين إسماعيل” نقيب أطباء الأسنان في مدينة إدلب، في حديث خاص لمنصة SY24، إن “عدة عوامل تتحكم في تحديد أجور العلاج، كخبرة الطبيب واختصاصه، واختلاف المواد الأولية المستخدمة ومصدرها، إضافة إلى التجهيزات المتوفرة في العيادة، حيث تتراوح تكلفة العيادة من 3500 إلى 20 ألف دولار حسب المعدات والأجهزة المتوفرة، فالأمر متروك لتقدير الطبيب في عيادته، وتقدير وضع المريض وإمكاناته”.
وأضاف الطبيب، أن “الأجور من وجهة نظر المريض وحسب دخله مرتفعة، أما من وجهة نظر الطبيب فهي منخفضة جداً مقارنة مع باقي الخدمات غير الطبية، فأجور عمل طبيب الأسنان بعيداً عن المواد المستخدمة، هي أقل بكثير من أجور أي حرفي أو فني في غير القطاع الصحي”.
يلجأ عدد كبير من المرضى إلى العيادات المجانية الموجودة في بعض المراكز الصحية التي تقدم خدمات أولية بسيطة، كالقلع والحفر والحشوة، غير أنها تكون مزدحمة جداً وتحتاج إلى تسجيل قبل أيام من العلاج.
حجزت “جميلة 33 عام” موعداً في المركز الصحي بكفر لوسين شمالي إدلب، استطاعت الدخول للعلاج بعد يومين من حجز الموعد حسب قولها.
لم تكمل “جميلة” علاج أسنانها في العيادة الخاصة، بسبب ارتفاع تكاليف العلاج، تقول لنا: “لقد دفعت حوالي 25 دولار في علاج سن واحد وتلبيسه بتاج عادي، وأحتاج إلى ضعف المبلغ لإكمال تصليح باقي الأسنان، وأنا غير قادرة على تحمل هذه التكاليف”.
ويؤكد الطبيب “حسام”، أن “العمل جار على تحديد حد أدنى للأسعار وليس تسعير، وذلك لتجنب استعمال مواد رديئة أو معالجات غير متقنة على حساب تخفيض السعر”.