أعرب مهاجرون عالقون على الحدود البيلاروسية البولندية عن رفضهم العودة إلى بلادهم، مبررين ذلك بأنهم دفعوا آلاف الدولارات للوصول إلى بيلاروسيا، دون أن يحققوا هدفهم بالوصول إلى أوروبا.
ونقلت وكالة “رويترز” عن عدة مهاجرين عالقين هناك إنهم لا يزالون يأملون الوصول إلى الاتحاد الأوروبي، معتبرين أنه من غير المنطقي ترك أطفال لا تتجاوز أعمارهم السنة في مثل هذه الظروف القاسية، مع انخفاض درجات الحرارة واشتداد البرد.
فيما أكد مهاجر سوري آخر، أن خططه هي البقاء لأنه لا يستطيع الذهاب إلى الغابات أو العودة إلى سوريا، مضيفاً: “سوريا لا يوجد بها شيء. ليس لدي أي شيء. لا منزل ولا مدرسة ولا عمل، لا أملك أي شيء”.
وينحدر المهاجرون البالغ عددهم 600 طالب لجوء من دول عدة، بينها سوريا والعراق وتركيا وإيران، وكانوا ضمن آلاف سافروا إلى روسيا البيضاء هذا العام وحاولوا عبور الغابات الحدودية إلى بولندا.
بدوره، شدد مساعد الرئيس البيلاروسي يوري كاراي، أن على المهاجرين الذين يرفضون العودة إلى بلادهم، العمل للحصول على لقمة العيش، لأن بلاده لا تقدم المساعدات للعاطلين عن العمل.
وفي وقت سابق نشرت SY24 تقريراً عن أن أجهزة النظام السوري الأمنية بدأت باستجواب بعض العائدين من المهاجرين السوريين الذين رحّلتهم بيلاروسيا إلى مطار دمشق الدولي على متن طائرات شركة “أجنحة الشام” المملوكة للنظام.
وكانت عدة مصادر متطابقة تحدثت عن “إعطاء حرس الحدود البيلاروسي مهلة ثلاثة أيام للمهاجرين السوريين العالقين على الحدود لاجتياز الحدود البولندية أو إعادتهم إلى دمشق”.
يذكر أن “أجنحة الشام للطيران” علّقت رحلاتها الى بيلاروسيا منتصف تشرين الثاني/نوفمبر الماضي حتى إشعار آخر، وذلك بعد أن ساهمت الشركة المذكورة بانتقال الآلاف من الشباب السوري إلى بيلاروسيا، حيث لايزال قسم كبير منهم عالق على الحدود البولندية البيلاروسية.
وأكد الاتحاد الأوروبي، عزمه فرض عقوبات مشدّدة على شركة “أجنحة الشام” الخاصة للطيران والداعمة للنظام السوري، وذلك بسبب ضلوعها في عمليات تهريب البشر إلى الحدود البيلاروسية البولندية.
ويقبع المئات من المهاجرين وطالبي اللجوء من بينهم سوريون، منذ عدة أسابيع على الحدود بين بولندا وبيلاروسيا وسط الصقيع، فيما عبرت منظمة الصحة العالمية، قبل أيام، عن قلقها الشديد” لوضعهم.