كذّبت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان”، اليوم الخميس، ادعاءات موسكو حول أعداد المعتقلين في سجون النظام السوري، مؤكدة أن روسيا تهدف إلى تشويه هذا الملف وضرب مصداقيته.
جاء ذلك في بيان صادر عن الشبكة الحقوقية، وصلت إلى منصة SY24 نسخة منه.
وفي التفاصيل، ذكرت الشبكة أنها وثقت ما لا يقل عن 149862 شخصاً لا يزالون قيد الاعتقال أو الاختفاء القسري على يد أطراف النزاع والقوى المسيطرة في سوريا منذ آذار 2011 حتى آب 2021، بينهم 131469 لدى النظام السوري.
ونبّهت إلى إن ما صرَّح به المبعوث الروسي الخاص إلى سوريا ألكسندر لافرنتييف مؤخراً ضمن لقاء صحفي على هامش الجولة الـ 17 من محادثات مؤتمر أستانا، من أن “عدد المعتقلين في سوريا وهو 980 ألف لا يمكن أن يكون معقولاً نظراً لعدد السجون الموجودة فيها”، إنما هو تصريح يهدف إلى ضرب مصداقية ملف المعتقلين والمختفين قسرياً لدى النظام السوري.
وأضافت أن روسيا مارست على مدى عشر سنوات دور محامي الشيطان في الدفاع عن النظام السوري وتبرير جميع انتهاكاته أو نفيها.
وأكدت أن على أن على المبعوث الروسي وغيره الاستناد إلى البيانات الصادرة عن الأمم المتحدة أو المنظمات الحقوقية التي تمتلك قواعد بيانات مبنية وفقاً لمنهجية واضحة تم العمل عليها على مدى قرابة إحدى عشرة سنة.
وتابعت أنه “كان الأجدر بالمبعوث الروسي أن يطالب النظام السوري ووزارة الداخلية التابعة له بنشر قوائم بأسماء المواطنين السوريين المعتقلين لديها، حيث لا توجد أية بيانات أو قوائم منشورة صادرة عن النظام السوري ومؤسساته.”
ولفتت إلى أن “توثيق عمليات الاعتقال عملية معقدة وشاقة بسبب ممارسات النظام السوري البربرية، وأن عمليات الاعتقال التي يقوم بها النظام السوري والميليشيات التابعة له إنما هي أقرب إلى عمليات خطف، حيث تتمُّ من دون مذكرة قضائية، وغالباً ما تكون قوات الأمن التابعة لأجهزة المخابرات الأربعة الرئيسة هي المسؤولة عنها بعيداً عن السلطة القضائية”.
وذكرت الشبكة الحقوقية في تقريرها أيضًا أنه: “لا يزال 2287 شخصًا قيد الاحتجاز أو الاختفاء القسري لدى هيئة تحرير الشام، و3641 شخصاً لدى جميع فصائل المعارضة المسلحة، إضافة إلى قرابة 3817 شخصاً لا يزالون قيد الاحتجاز أو الاختفاء القسري لدى قوات سوريا الديمقراطية، فيما لا يزال نحو 8648 شخصاً ممن كان قد اعتقلهم تنظيم داعش، لا يزالون قيد الاختفاء القسري”.
وبلغت حصيلة المختفين قسرياً ما لا يقل عن 102287 شخصاً منهم 86792 لدى قوات النظام السوري و8648 شخصاً أُخفوا على يد تنظيم داعش، فيما أسندَ التقرير مسؤولية إخفاء 2064 شخصا إلى هيئة تحرير الشام. وأضاف أنَّ 2567 شخصاً لا يزالون قيد الاختفاء القسري لدى مختلف فصائل المعارضة المسلحة منذ عام 2011 حتى الآن في جميع المناطق التي سيطرت عليها، و2216 شخصاً لا يزالون قيد الاختفاء القسري لدى قوات سوريا الديمقراطية، حسب التقرير.
وأكد التقرير أنَّ هذه الحصيلة لا تمثل سوى الحد الأدنى من حوادث الاعتقال التعسفي والاختفاء القسري التي تمكن فريق الشبكة السورية لحقوق الإنسان من تسجيلها، وأن الواقع ينضوي على آلاف الحالات والحوادث التي لم يتمكن من توثيقها نظراً للصعوبات والتعقيدات التي تواجه عمليات التوثيق.