بررت روسيا قصفها على منطقة إدلب شمال غربي سوريا مع الساعات الأولى من بداية العام الجديد 2022، بأنه جاء ضد من أسمتهم بـ “المسلحين” الذين كانوا يخططون لشن هجمات ضد قوات النظام السوري على محاور عدة، في تجاهل واضح للجرائم المرتكبة بحق المدنيين من النساء والأطفال.
وزعم الإعلام الروسي أن الغارات الجوية على منطقة جسر الشغور بريف إدلب، جاءت بعد رصد دقيق لمقرات تابعة لمسلحين “من جنسيات غير سورية” لطالما انطلقت منها هجمات منسقة باتجاه مواقع لقوات النظام السوري والقرى والبلدات الآمنة.
وتابع الإعلام الروسي مدّعيا وفق معلومات ينقلها عن مصادر أمنية مطلعة في المنطقة، ” أن وسائل الاستطلاع رصدت تحركات معادية لهذه المجموعات ليلة رأس السنة، والتي كانت تحاول نقل مسلحين وعتاد وذخيرة باتجاه مواقع قريبة مقابلة لمواقع قوات النظام السوري في المنطقة”.
وحسب المصدر، فإن البيانات الاستخبارية، استدعت تدخلا سريعا من قبل الطيران الحربي الروسي عبر سلسلة من الغارات التي استهدفت محيط مدينة جسر الشغور.
وأكد المصدر أن “الغارات أسفرت عن مقتل وإصابة ما لا يقل عن 35 مسلحا، معظمهم من الجنسيات الأجنبية بالإضافة إلى تدمير 12 مقرا عسكريا للمسلحين بما فيها من عتاد وذخيرة”.
وفي السياق ذاته، زعم اللواء البحري أوليغ جورافليف نائب رئيس المركز الروسي للمصالحة في سوريا بمقتل عنصر للنظام السوري في محافظة إدلب بقصف بالهاون شنه “مسلحون” حسب وصفه.
وقال في بيان: “في محافظة إدلب السورية قتل جندي سوري نتيجة قصف المسلحين من منطقة بنين بقذائف الهاون على مواقع (قوات النظام) في منطقة بلدة حنتوتين.
وبين الفترة والأخرى تحاول روسيا اختلاق المزاعم والحجج لتبرير غاراتها الجوية التي تؤدي إلى سقوط مزيد من الضحايا في مناطق متفرقة من الشمال السوري، والتي تتسبب بدمار وأضرار مادية كبيرة، وكل ذلك دعمًا لرأس النظام السوري “بشار الأسد”، وفي خرق واضح لكل الاتفاقيات المتعلقة بوقف إطلاق النار.
ومع الساعات الأولى من بداية العام الجديد 2022، قصف سلاح الجو الروسي منطقة إدلب شمال غربي سوريا، الأمر الذي أدى لسقوط قتلى ومصابين بينهم أطفال.
وذكر مراسلنا أن الطائرات الروسية وبعد منتصف الليل ومع بداية العام 2022، استهدفت بعدة غارات جوية، نازحين في منطقة النهر الأبيض قرب مدينة جسر الشغور بريف إدلب الغربي، ما أدى لمقتل طفلين وامرأة وإصابة عدد آخر من الأطفال.
وعقب تلك الغارات والخروقات، حذر “الائتلاف الوطني السوري” من خطورة التصعيد العسكري الروسي على مناطق شمالي سوريا (مناطق الشيخ بحر وبلدة البارة وقرية كفردريان ومنطقة النهر الأبيض في جسر الشغور بريف إدلب، والشيخ بركات بالقرب من دارة عزة بريف حلب)”.
وقال الأمين العام لـ “الائتلاف الوطني السوري”، هيثم رحمة، إن روسيا عبر تصريحاتها وانتهاكاتها في الشمال السوري، الذي يعيش فيه أكثر من 4.5 مليون، نصفهم من المهجّرين قسراً، “تعمل على خلق مأساة إنسانية كبيرة، فوق ما يعانيه أهلنا هناك من الأوضاع المعيشية القاسية، ومن وباء كورونا، بالإضافة لظروف الشتاء الصعبة”..
بدوره أكد فريق الدفاع المدني السوري “على ما يبدو أن العام الجديد لن يحمل إلا مزيداً من القتل والإجرام الروسي ومزيداً من الصمت الدولي على تلك الجرائم”.