تتعالى الأصوات من داخل مدينة حمص التي باتت خاضعة لسيطرة النظام السوري، محذرة من جديد من “شبكات التسول” التي تنشط في المحافظة، رغم محاولات النظام وجهات أمنية تابعة له نفي الأمر.
وذكرت عدة مصادر محلية، أن ظاهرة التسول باتت تزداد يوماً بعد يوم وبإمكان أي أحد يجول بالمدينة مشاهدة أعداد المتسولين الذين يتخذون من إشارات المرور وأبواب بعض المولات والجوامع مواقع للتسول بشكل يومي، ما يدل على امتهان هؤلاء للتسول كمهنة وعمل يدر عليهم أرباحاً يومية.
وحسب المصادر، فقد تمت مراراً وتكراراً مشاهدة أشخاصاً تقلهم سيارة خاصة أو عامة يقومون بجمع ما يحصل عليه المتسولون من الأطفال والنساء من مبالغ مالية يومياً عند وجودهم في مواقع تسولهم، إضافة إلى قيام هؤلاء بجمع المتسولين في سيارة عند الانتهاء من التسول أواخر النهار وحتى في ساعات متأخرة من الليل.
من جانبه، أكد مصدر في إحدى الجمعيات الأهلية، وحسب ما تابعت منصة SY24، أن “هذه الظاهرة ازدادت حالياً بشكل كبير وبنسب أكبر مما كانت عليه سابقاً، وأن التسول أصبح منظماً بأطفال ونساء يتم تشغيلهم من أشخاص معينين يقومون بجباية ما يجنيه هؤلاء من تسولهم”.
وحذّر المصدر من أن “هذه الظاهرة المنظمة ستفضي بالنهاية إلى جريمة منظمة واستغلال هؤلاء المتسولين بطرق أخرى قد يكون جنسياً أو سرقة أو جريمة أو غير ذلك”.
ونقلت المصادر عن مدير مكتب التسول في حمص، المدعو “ياسر جروان قوله، إن “عدد حالات التسول التي تم ضبطها منذ بداية العام الماضي وحتى تاريخه وصلت إلى 56 حالة، منها 20 حالة تسول لنساء و10 أطفال ذكور و11 حالة لأطفال إناث و11 حالة لرجال مكتومي القيد”.
وحاول النظام ورغم المخاوف من هذه الظاهرة وعلى لسان قائد شرطة محافظة حمص نفي الأمر والتقليل من المخاوف من هذه الظاهرة بالقول إنه “أنه لا صحة لوجود أي شبكات تدير التسول وتستغل الأشخاص في المحافظة وأن هذه المعلومات غير دقيقة”.
يشار إلى أن هناك العديد من الظواهر الاجتماعية التي أفرزتها سنوات الحرب، إضافة للتهميش المتعمد للمناطق التي يستعيد السيطرة عليها، سواء من الناحية الخدمية أو الاقتصادية أو حتى المعيشية، ومن أهمها ظاهرة عمالة الأطفال، التسول، تجنيد الأطفال، فوضى السلاح، انتشار الجريمة، وغيرها.