يعاني المدنيون في مخيم الهول للنازحين في شمال شرقي سوريا، ظروفاً إنسانيةً صعبة، في ظل انعدام معظم الخدمات الأساسية من مياه وكهرباء ومرافق صحية نظيفة، ناهيك عن غياب الرعاية الطبية الضرورية لهم، مع انتشار كثير من الأمراض والأوبئة بين الأهالي، مما تسبب في زيادة عدد الوفيات داخل المخيم وخصوصاً بين الأطفال.
مراسلنا في مخيم الهول، أشار إلى تفاقم مشكلة مياه الشرب داخل المخيم والذي يضم حوالي 58 ألف نسمة غالبيتهم من النساء والأطفال، على الرغم من قيام عدد من المنظمات الدولية بتقديم الدعم المالي اللازم من أجل توفير مياه الشرب النظيفة للسكان بشكل مستمر.
ونقل مراسلنا عن مصادر خاصة داخل المخيم، أن قيام بعض العناصر المكلفين بحراسة المخيم، يقومون بالاتفاق مع بعض أصحاب صهاريج المياه على تعبئة نصف مخصصات المخيم من مياه الشرب النظيفة وبيع النصف الآخر في القرى والبلدات المحيطة به وتقاسم الأرباح فيما بينهم، الأمر الذي تسبب في شح مياه الشرب النظيفة داخل المخيم.
في حين نوه إلى قيام عدد من أصحاب صهاريج المياه بإفراغ حمولتها من مياه الشرب النظيفة خارج المخيم واستبدالها بمياه آبار مالحة وغير نظيفة، الأمر الذي تسبب في انتشار الأمراض الجلدية بين قاطني المخيم وإصابة عدد كبير من الأطفال بالإسهال.
“أم براء” من سكان مدينة دير الزور، خرجت حديثاً من مخيم الهول للنازحين، ذكرت أن “مهمة توفير المياه النظيفة للشرب والاستحمام كانت من أصعب المهام داخل المخيم، وذلك لأن المياه لا تتوفر بشكل دائم مما يضطرنا أحياناً إلى شرائها من الحرس وبسعر مرتفع نسبياً”.
وقالت السيدة في حديث خاص لمنصة SY24: إن “عملية تعبئة مياه الشرب داخل مخيم الهول تتم مرة واحدة في اليوم، حيث تقوم الصهاريج بتعبئة الخزانات الموضوعة في ساحة المخيم، ليقوم النازحون بأخذ احتياجاتهم منها عن طريق عبوات سعة 20 لتر تم تسليمها لهم من قبل إدارة المخيم في وقت سابق”.
وتابعت: “لا تتوفر المياه بشكل دائم لعدة أسباب أولها سرقة المياه من قبل حراس المخيم وبيعه لنا لاحقاً، وأيضاً قيام عدد من قاطني المخيم بأخذ كمية أكبر من حاجتهم خوفاً من انقطاع المياه في وقت لاحق، بالإضافة إلى أن عدد الخزانات الموضوعة لا تكفي جميع السكان وبالذات في فصل الصيف”.
وأضافت السيدة أن “المشكلة الأساسية تكمن في صحة هذه المياه وصلاحيتها للاستعمال البشري، حيث كنا نلاحظ وجود رواسب وشوائب غير طبيعية داخل المياه، بالإضافة إلى الطعم المالح الذي لم نعهده سابقاً، ناهيك عن تعرض معظم نساء المخيم للإصابة بالأمراض الجلدية وتساقط الشعر المستمر بسبب الاستحمام بهذه المياه، وأيضاً إصابة الأطفال بالإسهال المزمن”.
يؤوي مخيم “الهول” للنازحين في شمال شرقي سوريا، حوالي 58 ألف نسمة، غالبيتهم من النساء والأطفال، ومنهم آلاف اللاجئين الذين يحملون الجنسية العراقية.