كشفت “الإدارة الذاتية” عن أسباب تراجع جودة الخبز الذي يتم إنتاجه في المخابز المدعومة من قبلها في شمال شرقي سوريا، مؤكدة خلط الطحين بمادة أخرى لتغطية العجز في احتياطي القمح.
وقالت مصادر اقتصادية في “الإدارة” إنه يتم “خلط مادة دقيق الذرة الصفراء مع الطحين الأبيض بنسبة لم تتجاوز 20 بالمئة، من أجل إنتاج الخبز، وذلك نتيجة نقص القمح في المنطقة بسبب الجفاف”.
وأوضحت المصادر، أن احتياجات المنطقة الشرقية التي تسيطر عليها “قسد”، تقدر بـ 700 ألف طن من القمح في السنة الواحدة.
وتأتي تلك التصريحات، بعد تصاعد موجة الاحتجاجات في شمال شرقي سوريا، بسبب أزمة الخبز التي كانت من أبرز أسباب المعاناة لسكان المنطقة.
وأكدت مصادر خاصة لمنصة SY24، أنه يتم خلط دقيق القمح مع الذرة الصفراء ومواد أخرى بنسب مرتفعة، الأمر الذي أدى إلى تدني مستوى جودة رغيف الخبز.
وذكرت المصادر أن “عملية خلط مادة دقيق القمح بمواد أخرى بنسب عالية، جاءت للتغطية على عمليات سرقة الطحين الذي يتم تهريبه إلى مناطق سيطرة النظام السوري”.
“محمد العبدالله” نازح من مدينة ديرالزور كان يعمل في أحد أفران مدينة الرقة، ذكر أن “الدقيق الذي توزعه مديرية المطاحن على الأفران المدعومة من قبلها لا يصلح لإنتاج مادة الخبز أبداً، وذلك لاحتوائه على كميات كبيرة من الرواسب والرمال والحصى، بالإضافة إلى وجود ديدان وحشرات داخله”.
وأضاف أن “هناك حلول كثيرة تستطيع الإدارة الذاتية تنفيذها في المنطقة من أجل حل مشكلة الخبز، منها تقديم الدعم للفلاحين وعدم الاستيلاء على كامل محصول القمح، ناهيك عن السماح بافتتاح الأفران الخاصة وتقديم المحروقات والكهرباء لها بسعر مدعوم، وغيرها من الخطوات التي من الممكن أن تساعد على الحد من أزمة الخبز في جميع مناطق شمال شرق سورية”.
وفي سياق متصل، أعلنت “الإدارة الذاتية” أنها بصدد استيراد كمية 100 ألف طن من مادة دقيق القمح بموجب عقد أبرمته مع “جهة خارجية” لم تسمها، وذلك من أجل تغطية العجز الكبير في احتياطي القمح لديها، والذي يتراوح بين 300 و 400 ألف طن من القمح، على الرغم من تسلمها في وقت سابق كمية 180 ألف طن القمح، أضيفت إلى المخزون الاحتياطي والذي يبلغ 200 ألف طن.
وتشهد مناطق سيطرة “قوات سورية الديمقراطية” في شمال شرق سوريا، أزمة خبز خانقة، نتيجة عدم توفر مادة الطحين للأفران المدعومة من قبل “الإدارة الذاتية” بشكل مستمر وكافي، إضافة إلى تدني مستوى جودة الخبز وعدم صلاحيته للاستعمال البشري.