أفادت مصادر ميدانية ومحلية متطابقة، بأن البادية السورية تشهد تطورات عسكرية متلاحقة عنوانها الأبرز “حملة روسية جديدة ضد تنظيم داعش”.
وحسب ما تابعت منصة SY24 نقلًا عن هذه المصادر، فإن الطيران الحربي الروسي بدأ ومع ساعات صباح اليوم الأحد، بشن غارات على عدة مواقع للتنظيم في البادية السورية.
وأشارت المصادر إلى أن الغارات الروسية استهدفت مواقع التنظيم في “بادية الرصافة” بريف الرقة الجنوبي الغربي شرقي سوريا.
مصادر أخرى ذكرت أن الغارات الروسية طالت مواقع التنظيم في باديتي دير الزور وحمص، في إطار الحملة التي أطلقتها روسيا وقوات النظام السوري لتمشيط البادية السورية من تنظيم “داعش” والخلايا التابعة له.
وتتزامن تلك الحملة مع الخسائر التي تتكبدها قوات النظام والمجموعات المساندة له في أكثر من نقطة في البادية السورية، كان آخرها مقتل عدد من عناصر النظام، مطلع العام الجاري 2022، جراء استهداف حافلة مبيت لهم بالقرب من المحطة الثالثة، في هجوم يعتقد أنه على يد تنظيم “داعش”.
وفي السياق ذاته، أفادت مصادر أخرى بمصرع 9 عناصر للنظام، السبت، في هجوم يعتقد أنه من تنفيذ تنظيم “داعش” في البادية السورية أيضا.
وذكرت المصادر أن “داعش” يواصل شنّ هجماته بشكل متقطع مستهدفا عناصر قوات النظام، خاصة في منطقة البادية السورية الممتدة بين محافظتي حمص وسط البلاد ودير الزور شرقا على الحدود مع العراق.
وكان الناشط السياسي “مصطفى النعيمي” قال لمنصة SY24 تعقيبًا على هذه الهجمات: “أرى أن تطور القدرات القتالية لدى التنظيم بهذه السرعة هو أمر مدروس وبات يستخدم استراتيجية الإغارة السريعة والانسحاب المباشر من مسرح العمليات، ولم يعد يستخدم التكتيك العسكري بإعلانه السيطرة على الأرض مطلقا، ليتاح له ضرب المزيد من القوات المنتشرة في البادية السورية وسيطرته على العتاد العسكري الذي بحوزتها، واستثماره مجددا في ضرب قوات أخرى”.
وبين الفترة والأخرى تفيد الأنباء الواردة من البادية السورية بمصرع وجرح عدد من عناصر الميليشيات الموالية لروسيا وحتى إيران، على يد مسلحين مجهولين، في حين تتحدث مصادر أخرى أن تنظيم “داعش” هو من يقف وراء تلك الهجمات.
وبشكل مستمر تقلل المصادر المحلية والميدانية من أهمية الحملات العسكرية التي تطلقها روسيا في البادية السورية، مؤكدة أنها لم تحقق أي نجاحات منذ انطلاقها في 2020 الماضي، وأنها تأتي في سياق ما تروج له روسيا أمام المجتمع الدولي بأنها “تحارب الإرهاب”.
وقبل أيام، نقل موقع “فويس أوف أميركا” عن مراقبين مهتمين بتطورات الملف السوري وخاصة منطقة البادية السورية وما حولها، من تزايد خطر تنظيم “داعش” في المنطقة مع بداية العام الجاري 2022.
ونقل الموقع الأمريكي عن أحد الباحثين المختصين قوله، إن “الديناميكيات الأمنية المحلية (لداعش) على الأرض في سوريا لم تتغير”، لافتا إلى أن “داعش لديه الكثير من الأعداء، قوات سوريا الديمقراطية والنظام السوري أبرزهم”.