أعلنت الأمم المتحدة عن تمديد آلية إدخال المساعدات الإنسانية عبر معبر “باب الهوى” الحدودي مع تركيا، مدة 6 أشهر إضافية، في خطوة مفاجئة ومن دون الرجوع إلى مجلس الأمن من أجل التصويت على ذلك.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده المتحدث باسم الأمم المتحدة، للشؤون الإنسانية “ستيفان دوغاريك”، حسب ما تابعت منصة SY24.
وتتزامن هذه التصريحات مع قرب انتهاء فترة الـ 6 أشهر الأولى التي تم تمديدها لإدخال المساعدات عبر “باب الهوى”، والتي تنتهي في كانون الثاني الجاري 2022، والتي يتوقف تمديدها 6 أشهر أخرى بناء على التقرير الإنساني للأمين العام للأمم المتحدة، إضافة لموقف روسيا من الموافقة على التمديد من عدمه.
وذكر المسؤول الأممي في تصريحات له أن المساعدات سوف تستمر حتى تموز/يوليو المقبل من العام الجاري 2022.
وأضاف أن “تسليم المساعدات عبر الحدود أمر ضروري، ونحن بحاجة إلى تسليم المساعدات عبر الحدود وعبر الخطوط”، مؤكدا أن تلبية الاحتياجات الإنسانية لجميع السوريين من العناصر الأساسية بالنسبة للأمم المتحدة.
وأشار إلى أن الأمم المتحدة ستستمر بمراقبة الأوضاع الإنسانية في سوريا، موضحًا ” سأطلب من زملائنا في مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA) تزويدنا بأحدث الأرقام حول آخر المستجدات بشأن سوريا”.
وفي هذا الصدد، أكد فريق “منسقو استجابة سوريا”، أن “المساعدات الإنسانية عبر خطوط التماس مع النظام السوري غير كافية ولا تصلح لإمداد المنطقة بالاحتياجات الإنسانية، واستحالة تنفيذها خاصةً مع العراقيل الكبيرة التي يضعها النظام السوري وروسيا على دخول القوافل الإنسانية عبر خطوط التماس، إضافة إلى استغلال المساعدات الإنسانية من قبل النظام السوري في تمويل عملياته العسكرية ضد المدنيين”.
وتابع “نشدد على ضرورة قيام المنظمات الإنسانية والمجتمع الدولي على إيجاد حلول بديلة إضافية خلال المرحلة المقبلة، وذلك لغياب أي حلول سياسية للملف السوري حتى الآن، ولضمان استمرار تدفق المساعدات الإنسانية عبر الحدود.”.
وحذّر “منسقو الاستجابة”، الجانب الروسي “من أي تصرف من شأنه حرمان مئات الآلاف من المدنيين في المنطقة من المساعدات الإنسانية، كما نؤكد على ضرورة إيجاد الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي حلاً جذرياً لوقف التدخل الروسي في الملف الإنساني واستخدامه كورقة ضغط سياسية ضد المدنيين في شمال غربي سوريا”.
من جهته، قال الدكتور “مأمون سيد عيسى” والمهتم بالشأن الإغاثي لمنصة SY24، إن “القرار 636-2021 حول المساعدات الإنسانية ينص على أن تمديد القرارات الواردة في الفقرتين 2 و3 من قرار مجلس الأمن 2165 (2014)، لمدة ستة أشهر، أي حتى 10 كانون الثاني/يناير 2022، يتم بشرط أن يصدر الأمين العام للأمم المتحدة تقرير موضوعي، مع التركيز بشكل خاص على الشفافية في العمليات، والتقدم المحرز في الوصول عبر الخطوط في تلبية الاحتياجات الإنسانية)”.
وزاد قائلا “لم يتم التمديد بعد لكن الروس صرحوا أنهم لايرغبون بالاعتراض على قرار التمديد، وذلك على ما يبدو لأنهم مشغولون حاليا بجبهات عديدة مع الغرب في أوكرانيا وكازاخستان وسوريا ولا يريدون فتح جبهة جديدة في مجلس الأمن، وعلى ما يبدو فقد تم الاتفاق على التمديد في المحادثات بين روسيا والولايات المتحدة التي جرت أمس في جنيف، والتي علّق عليها الروس (المحادثات كانت “مهنية وبناءة وعملية.. من جهتنا أظهرنا موقفنا.. ونحن مستعدون لمزيد من العمل)”.
ونهاية العام الماضي 2021، أكدت واشنطن أنه من المحال الاستغناء عن إيصال المساعدات الإنسانية عبر معبر “باب الهوى” الحدودي، داعية أعضاء مجلس الأمن الدولي إلى ضرورة فتح النقاط العابرة للحدود المغلقة حاليا.
يشار إلى أن أكثر من 3 ملايين إنسان في الشمال السوري، يعتمدون على المساعدات الإنسانية التي تدخل عبر معبر “باب الهوى”، الأمر الذي كان يهدد بحدوث كارثة إنسانية في حال إغلاقه.