أطلق مسلحون مجهولون، النار، على أحد العاملين في المجال الطبي بريف ديرالزور الشرقي، أثناء ذهابه إلى عمله، ما تسبب في مقتله على الفور.
عملية الاغتيال استهدفت الدكتور “عبد المفضي الأحمد العيد”، أخصائي الجراحة العامة في مشفى “الكندي” ببلدة “الطيانة”، وهو الطبيب الوحيد المختص بالجراحة العامة في المشفى.
وينحدر الطبيب من بلدة “الصالحية” عند مدخل مدينة ديرالزور الشمالي، ويبلغ من العمر حوالي 43 عاماً وهو أب لطفلين، ويعد من أوائل المشاركين في الحراك السلمي منذ انطلاق الثورة السورية في آذار 2011.
كما عمل على تقديم العلاج للجرحى والمصابين في المشافي الميدانية في مدينة ديرالزور والمريعية وموحسن والبصيرة، وذلك منذ بدء المعارك بين فصائل المعارضة السورية وقوات النظام.
وأكدت مصادر مطلعة، أن الخلايا التابعة للنظام السوري والميليشيات الإيرانية تقف وراء عملية اغتيال الدكتور “عبد المفضي الأحمد”، وذلك بسبب موقفه المؤيد للثورة السورية، بالإضافة إلى رفضه المستمر الذهاب إلى مناطق سيطرة النظام السوري وإجراء مصالحة طوعية معه.
حيث يحاول النظام السوري والميليشيات الإيرانية الداعمة له، نشر حالة من الفوضى وعدم الاستقرار في مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” على الضفة المقابلة لنهر الفرات، بالإضافة إلى استمرار الخلايا التابعة لها في المنطقة باغتيال الكفاءات والكوادر التي ترفض العودة إلى “حضن” النظام والعمل معه.
“خالد الحسين”، أحد أبناء بلدة “الطيانة” في ريف ديرالزور الشرقي، أشار إلى أن الدكتور “عبد المفضي” كان أحد “أهم الأطباء العاملين في مشفى الكندي في البلدة، ومن أكثر الأطباء التزاما بعمله وحباً لمساعدة الغير، بالإضافة إلى قيامه بشكل مستمر بتقديم المساعدة للعائلات المحتاجة”، على حد قوله.
وقال في حديث خاص لمنصة SY24، إن “رفض الدكتور عبد المفضي جميع العروض التي انهالت عليها للخروج من المنطقة باتجاه تركيا أو حتى باتجاه الحسكة والرقة، وآثر البقاء هنا لمساعدة الأهالي والمرضى على قدر ما يستطيع، وهذا سبب حب الجميع له وحزنهم على مقتله”.
وأوضح أن “الدكتور عبد المفضي ليس له سوى عدو واحد، وهو النظام السوري، ومن خلفه المليشيات الإيرانية التي تحتل منزله ومنازل أقاربه وعائلته في بلدة الصالحية، وأعتقد أن النظام هو من قتله، كما قتل من قبله عدد من المعارضين وعمل على إلصاق التهمة بخلايا داعش أو بقوات قسد”.
يشار إلى أن “قوات سوريا الديمقراطية” قامت خلال العام الماضي، باعتقال عدد كبير من الخلايا التابعة للنظام السوري، والمسؤولة عن تنفيذ هجمات مسلحة استهدفت من خلالها عدد من شيوخ ووجهاء عشائر المنطقة، بالإضافة إلى استهدافها عدد من المدنيين المعارضين للنظام السوري.
فيما يحاول النظام السوري والميليشيات الإيرانية، العمل على زعزعة استقرار المدن والبلدات الخاضعة لسيطرة “قسد” في شمال شرقي سوريا، وذلك من أجل تحقيق مصالحه السياسية والسيطرة على المنطقة بشكل كامل.