أشعلت الجلسة الأولى من محاكمة طبيب النظام السوري المدعو “علاء موسى” الذي تتم محاكمته في ألمانيا بتهم جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، موجة عارمة من ردود الفعل من قبل ناشطين سوريين داخل وخرج سوريا.
ورصدت منصة SY24 ردود الفعل هذه، والتي جاءت جميعها مؤيدة لمحاكمة مرتكبي الجرائم بحق السوريين دعمًا لرأس النظام “بشار الأسد”، ومطالبين بإنزال أشد العقوبات بهم.
ومن بين من تم رصد تعليقهم على محاكمة “علاء موسى”، الناشط السياسي والمعتقل السابق “مالك داغستاني” والذي قال “هذا (الرجل) ذليل.. عندما كنا ننزل من سجن صيدنايا إلى محكمة (أمن الدولة العليا) في دمشق، كنّا ننزل مرفوعي الرؤوس، وتصادف أكثر من مرّة، أن النساء من الأهل والأصدقاء والأقرباء (خاصة الفلسطينيات)، كنَّ يزغردن لنا وهن يقفن على رصيف المحكمة، ونحن نلوّح لهنّ”.
وأرفق “داغستاني” منشوره على “فيسبوك” بصورة لـ “علاء موسى” لحظة دخوله قاعة المحكمة وهو مكبل اليدين وحاني الرأس.
أمّا الناشطة “غالية رحال” المقيمة في إدلب شمال غربي سوريا فقالت “أول يوم للطبيب علاء موسى في محكمة فرانكفورت بألمانيا وشحطوه مكبلاً ، بعد تقديم ادعاء عليه بتهمة تعذيب وقتل المعتقلين في سجون نظام الأسد”.
وأضافت “من المهم والضروري جدًا تقديم الادعاءات في كل العالم وتكثيف الجهود لنكش كل واحد مجرم وخاين”.
من جهته قال “محمد وهبي” وهو طبيب سابق عمل في المشفى العسكري التابع للنظام في حمص واطلع على كل الانتهاكات المرتكبة هناك قبل أن يخرج من سوريا: “لا أدري ما الذي كان يراود علاء وهو في هذا الموقف وقد ٱثر تغطية وجهه الحاقد و الذي كان يوما ما يطلق نارا وبارودا على أولئك الأبرياء الذين كان يتلذذ بتعذيبهم عندما كان لا يزال يعمل في مشافي سلطة الأسد !!”.
وتابع “هل باغتته صرخات أولئك الأبرياء المعذبين والمقهورين بفعل سياطه الحاقدة ؟، هل لا تزال ثقته مطلقة بسلطة الأسد والتي لوث شرف مهنته فداءا لرضاها وتأييدا لحربها ضد المطالبين بالحرية والعدالة والكرامة ؟”.
بدوره، قال الصحفي “فراس ديبة” إنه “لا أرى أية عدالة في محاكمة المجرم أنور رسلان أو المجرم الطبيب علاء موسى، لأنهما سيقضيان مدة عقوبتهما في سجون تحترم البشر أكثر من أفخم فنادق سوريا الأسد، ولن يعانيا ما عاناه ضحاياهما في المسالخ البشرية التي كانا يعملان فيها”.
في حين قال “محمد حبش” الباحث والأكاديمي إن “نص الادعاء الذي تلاه المدعي العام الألماني ضد الطبيب السوري مرعب والجرائم مذهلة ولا تتصور، تشمل الاعتداء على الضحايا الأسرى في المشافي وقتلهم بأبشع الصور الإجرامية”.
وزاد قائلا “نذالة ووحشية لا يتصور صدورها من وحش مفترس، فكيف بإنسان درس الطب وأدى قسم ابقراط على علاج الأبرار والأشرار والأصدقاء والأعداء، فالطبيب المجرم ليس داعشياً ولا سلفياً ولا تيمياً، الديكتاتوريات أكثر قدرة على صناعة التوحش من أي مذهب مظلم”.
ومضى قائلا “في يوم 25 (موعد الجلسة الثانية من محاكمة علاء موسى)، سيشهد 9 من الضحايا أمام القاضي الألماني بما ذاقوه من فظائع”.
وتوالت ردود الفعل الكثيرة من ناشطين وحقوقيين، وجميعها تنادي بأن تأخذ العدالة الدولية مجراها، وأن تتم ملاحقة جميع مجرمي الحرب الفارين من سوريا إلى دول اللجوء ومحاسبتهم على ما ارتكبوه من فظائع بحق الشعب السوري الرافض للنظام وحكمه.
وأمس الأربعاء، بدأت في ألمانيا أولى جلسات محاكمة المتهم “علاء موسى”، وذلك بعد أيام قليلة من صدور حكم المؤبد بحق ضابط المخابرات السابق في صفوف النظام المدعو “أنور رسلان”.
وفي تموز/يوليو الماضي 2020، أصدر الإدعاء الألماني، بيانًا وجه فيه اتهامات للطبيب “موسى”، بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، قد تصل عقوبتها للسجن المؤبد في حال أدانته المحكمة، حسب مصادر حقوقية.
ومن بين الاتهامات الموجهة لـ “علاء موسى”: ارتكاب التعذيب والتسبب بأذى جسدي ونفسي كبير لسجناء محسوبين على المعارضة ضد النظام السوري بين عامي 2011 و 2012 في المشفى العسكري في مدينة حمص، بالإضافة لهذا قام في إحدى الحالات بقتل سجين عبر إعطائه عمدا حقنة، وأراد بهذا استعراض قوته وبنفس الوقت قمع معارضة جزء من الشعب السوري.