الرقة.. كيف رد الأهالي على دعوات “المصالحة” التي أطلقها النظام؟

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - SY24

في ظل ما تشهده مدينة الرقة من وضع اقتصادي ومعيشي صعب انعكس سلباً على السكان الأصليين وغيرهم من النازحين من مختلف المناطق التي تسيطر قوات تابعة لروسيا وإيران والنظام السوري، يفتتح الأخير مركزاً لما أسماه “مركز المصالحة الشاملة” في بلدة “السبخة” الواقعة تحت سيطرته في ريف الرقة الجنوبي، محاولاً استغلال الحالتين المادية والمعنوية للناس.

ورغم محاولة النظام السوري جذب الشباب -على وجه الخصوص- بإطلاق الوعود بعدم المساس بهم وبمصالحهم بعد قدومهم إليه، إلا أن الأصوات الرافضة رفضاً قاطعاً تعالت ضده، مع قبول البعض بتلك “المصالحات”.

“عبد السلام العثمان” 26 عاماً، من أبناء مدينة الرقة كان له رأيه في عملية “المصالحات” التي عقدها البعض مبرراً ذلك بفقدان الثقة بـ “قسد”، وقدرتها على تأمين الاحتياجات الأساسية للناس في المدينة ولا سيما الخبز والسكر المفقود بشكل شبه كامل في الرقة، ولابد من مصارحة قسد بذلك والضغط عليها للانفتاح على النظام السوري لكسر حاجز الجمركة الحاصلة بين الطرفين على الأقل كما يقول، وإنهاء حالة الخوف من النظام الذي يحاول استمالة الشعب السوري من جديد إلى صفوفه.

إلا أن السيدة “سعاد عبد الرحمن” 37 عاماً، من أهالي مدينة الرقة كان لها رأي مختلف تماماً، حيث أنها اعتبرت عملية “المصالحات” خيانة من الدرجة الأولى لدماء الشهداء الذين قُتلوا على يد قوات النظام الملطخة بالدماء كما عبّرت.

وقد رفضت “التعلل” بالوضع الاقتصادي المتدهور بموضوع عقد “مصالحات” مع النظام، لأن المناطق الواقعة تحت سيطرة النظام السوري هي أكثر المناطق فقراً واحتياجاً، وأن طوابير الوقود والمواد التموينية الموجودة في الرقة والمناطق الواقعة تحت سيطرة “قسد”، لا تساوي 1 %من الطوابير في مناطق النظام.

كما استشهدت “سعاد” بعمليات المصالحة السابقة التي حصلت في كلاً من درعا والغوطة وغيرها من المناطق التي أعاد النظام سيطرته عليها، لتؤكد على مسألة فقدان الثقة بالنظام بعد قيامه بحملات اعتقال واسعة طالت كل الذين عقدوا صلحاً مع النظام، ولا سيما الناشط المدني “مازن حمادة” الذي وقع ضحية مصالحته مع النظام ولا يزال مغيباً في زنازين النظام السوري.

 

“محمد عبد القادر العلي”، 73 عاماً، من نازحي دير الزور ومقيم في الرقة، اعتبر أن ما يجري الآن من “لغط كثير” -كما عبّر- حول عملية “المصالحات”، ما هو إلا عملية لبيع دم أولاده الذين فقدهم بقصف لطائرات النظام على مدينة دير الزور في العام 2014، مشيراً إلى أن خِطَة النظام لإخضاع الشعب السوري له من جديد ستبوء بالفشل، وأن إعادة الشعب “لمزرعة النظام” تستوجب عليه شن حملات عسكرية كبيرة جداً.

وعليه فقد انقسم الشارع في الرقة والطبقة “على وجه الخصوص” بين مؤيد لعملية المصالحات ومعارض لها، وكان على رأسهم الناشطين الذين خرجوا بمظاهرة في مدينة الطبقة رافعين يافطات تُندد بعملية “المصالحات”، واعتبروا أن النظام السوري يصطاد بالماء العكر، وأنهم ما خرجوا ضده منذ اليوم الأول لكي يمدوا أياديهم للمصافحة.

 

ومن جهة أخرى، أطلقت “قسد” حملة اعتقالات واسعة “غير معلنة” لكل من يذهب إلى مناطق النظام ويقوم بمصالحة مع النظام خارج إرادة “الإدارة الذاتية” التي تعتبرها “قسد” الممثل الشرعي الوحيد لأبناء الرقة وباقي مناطق شمال وشرق سوريا الواقعة تحت سيطرتها.

حيث نفّذت قسد اعتقالات طالت معلمين كانوا قد ذهبوا وعقدوا مصالحة مع النظام، في حين أنهم يعملون في مدارس “الإدارة الذاتية”، ولا سيما في قريتي حزيمة والكالطة في ريف الرقة الشمالي.

مقالات ذات صلة