تبنى تنظيم داعش الهجوم الواسع الذي شنّه على سجن الصناعة في حي غويران بمدينة الحسكة والذي استمر لأكثر من 24 ساعة بدءً من مساء يوم الخميس الماضي 20 كانون الأول، وحتى يوم أمس الساعة 8 مساءً.
وأسفر الهجوم بحسب مصادر محلية عن سقوط أكثر من 65 قتيلاً بين الطرفين إضافة إلى عددٍ من المدنيين، فيما تمكن عشرات السجناء من الفرار جراء هذه العملية، في حين ألقي القبض على نحو 100 عنصر من تنظيم داعش المُهاجمين، بينما لا يزال العشرات منهم طليقين.
وقال مراسل SY24 نقلاً عن مصادر محلية إن خلايا تنظيم داعش بدأت الهجوم بسلسلة تفجيرات ضربت محيط السجن في محاولة لاختراقه وتسهيل عملية الاقتحام، عبر سيارة مفخخة عقبها تفجير دراجة نارية، إضافة إلى تفجير خزانات الوقود المتواجدة في منطقة “سادكوب” بالحسكة.
وأشار المراسل إلى أن هذا الهجوم يُعتبر الأعنف منذ هزيمة تنظيم داعش في آخر معاقله في بلدة الباغوز بريف دير الزور الشرقي قبل 3 سنوات، مؤكداً أن الاشتباكات امتدت إلى حي الزهور المحاذي لحي غويران بالحسكة، استخدم خلاله الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، ما دفع “قسد” لاستقدام تعزيزات عسكرية من الرقة لإيقاف هذا الخرق الأمني.
وأعلنت قوات سوريا الديمقراطية “قسد” أن الجهاديين تحصنوا في منازل المدنيين في حي الزهور القريب من السجن، واتخذوها “خنادق” لهم، مستخدمين “المدنيين دروعا بشرية”، فيما كانت “قسد” تطارد السجناء الفارين وتسعى إلى استعادة السيطرة الكاملة على الحي.
من جهته أعلن قائد “قوات سوريا الديموقراطية” (مظلوم عبدي) عن التمكن من السيطرة على سجن الصناعة بإسناد من قوات التحالف الدولي، حيث شهدت المنطقة تحليقاً مكثفاً للطيران الحربي والمروحي، تزامناً مع اقتحام السجن من قبل قوات “قسد” على الأرض.
وأكد مراسل SY24 أن المنطقة شهدت حركة نزوح كبيرة من سكان الحي بشكل شبه كامل إلى المناطق الأقل استهدافاً في الحسكة، وسط ظروف إنسانية صعبة، خاصةً مع انخفاض درجات الحرارة بسبب العاصفة الثلجية الأخيرة التي ضربت المنطقة.
وأعلنت “قسد” فرض حظر كلي في الحسكة، ومنعت الدخول والخروج إلى المدينة حتى إشعار آخر.
وكتب الصحافي “سامر الأحمد” الذي ينحدر من الحسكة تغريدة على حسابه في تويتر جاء فيها: “ما يحدث في سجن الصناعة في مدينة الحسكة خلل أمني كبير، حيث هاجم عناصر يتبعون تنظيم داعش السجن وتمكنوا على ما يبدو من إطلاق سراح عشرات من زملائهم وسط تضارب اعلامي وأنباء عن اشتباكات امتدت لعدة أحياء تدخل فيها طيران التحالف الدولي وأسفر عن نزوح مدنيين ومقتل وإصابة العشرات”.
مايحدث منذ أمس في سجن الصناعة في مدينة #الحسكة خلل أمني كبير، حيث هاجم عناصر يتبعون تنظيم #داعش السجن وتمكنوا على مايبدو من إطلاق سراح عشرات من زملائهم وسط تضارب اعلامي وانباء عن اشتباكات امتدت لعدة أحياء تدخل فيها طيران التحالف الدولي وأسفر عن نزوح مدنيين ومقتل وإصابة العشرات
— Samer Alahmad سامر الأحمد (@sameralahmadnq) January 21, 2022
وقال في تغريدة أخرى: “يفرض ما بعد الحادثة تحديات جديدة أمام التحالف الدولي لتغيير استراتيجية التعامل السابقة الممثلة بدعم قسد فقط، بل يجب على التحالف فتح قنوات اتصال مع باقي مكونات الجزيرة وخاصة العشائر للتوصل لصيغ إدارية وأمنية عادلة ومرضية تضمن تعاونها في ملاحقة فلول التنظيم”.
يفرض ما بعد الحادثة تحديات جديدة أمام التحالف الدولي لتغيير استراتيجية التعامل السابقة الممثلة بدعم قسد فقط، بل يجب على التحالف فتح قنوات اتصال مع باقي مكونات الجزيرة وخاصة العشائر للتوصل لصيغ إدارية وأمنية عادلة ومرضية تضمن تعاونها في ملاحقة فلول التنظيم.
— Samer Alahmad سامر الأحمد (@sameralahmadnq) January 21, 2022
ويعتبر “سجن الصناعة” في حي غويران بالحسكة أحد أبرز مراكز الاعتقال التي تسيطر عليها “قوات سوريا الديموقراطية” (قسد)، ويتألف من 3 مبانٍ مدرسية تم تحويلها لسجن، ويُحتجز بداخله قرابة 5 آلاف عنصر من تنظيم داعش منذ هزيمته قبل 3 سنوات.
