تعيش محافظة السويداء حالة غضب وسخط شعبي ملحوظ، بسبب استمرار الجريمة وحالة الفلتان الأمني التي يتسبب بها أشخاص لا رادع لهم ولا حسيب أو رقيب يحاسبهم على ما يرتكبونه من انتهاكات.
وتأتي حالة الاحتقان داخل محافظة السويداء، منذ يوم الجمعة وحتى يومنا هذا، بعد العثور على جثة شاب كان قد اختفى قبل عدة أياكم في ظروف غامضة.
وحسب عدة مصادر متطابقة تابعتها منصة SY24، ومن بينها “شبكة السويداء 24″، فقد عثرت الجهات المختصة والأهالي على الشاب “يوسف مثقال نوفل” مقتولاً ومدفونًا في منطقة واقعة بين قريتي “شقا وأم ضبيب” في ريف السويداء الشمالي الشرقي.
وذكرت المصادر أنه تم إلقاء القبض على الجناة الذين اعترفوا باختطاف المغدور طمعًا بسيارته، ومن بعدها أقدموا على قتله ودفنه في المنطقة المذكورة.
واستنكر أبناء السويداء هذه الجريمة التي وصفوها بـ “المروعة”، مطالبين بإنزال أشدّ العقوبات بحق الجناة.
في حين أرجع آخرون من سكان المحافظة ارتكاب الجريمة إلى “الانحطاط الخلقي وانتشار العصابات وانعدام الضمير والانفلات الأمني”.
واستغرب كثيرون من استمرار انتشار الجريمة وحوادث الخطف وغيرها من الظواهر الاجتماعية السلبية في المحافظة.
وندّد آخرون بمحاولة بعض الأطراف التكتم على الجناة ومحاولة حمايتهم، مطالبين وجهاء المحافظة بالتدخل لوضع حد لكل مرتكبي الانتهاكات والجرائم.
من جهتهم، حمّل آخرون المسؤولية عن ما يجري في المحافظة من توترات وأحداث أمنية للنظام السوري، واصفينه بـ “نظام الطغمة”، وقالوا “لن ننسى ولن نسامح نظام الطغمة بما فعله في السويداء وأبنائها لتمويله للعصابات ودعمها أمنيا لخلق الفتن ونشر الجريمة”.
وردّ آخرون على ما تعيشه محافظة السويداء بالقول “العدالة..ذلك المطلب الذي يعتبر الشيء الطبيعي في أي مكان، أصبح طموحًا صعب المنال، مجموعات من الأنذال الذين استخفوا بكل القيم ورموا كل المبادئ الإنسانية، استحلوا كل المحرمات ومارسوا كل الكبائر، وما يزالون يجوبون بسياراتهم المسروقة ويسرحون بأسلحتهم المليئة بالحقد، وكل فرد في مجتمعنا مستهدف برصاصات غدرهم، وما زلنا نَعُدُ ضحايانا ولا نُعِدّ شيء للقضاء على تلك الشراذم، تعبنا نلهث وراء العدل الدنيوي، واحمرت جباهنا سجودا لتطبيق العدل الإلهي، وما زال إيماننا ثابت بحتمية العدل، رحم الله الفقيد بواسع رحمته ونتضرع لإحقاق الحق وإقامة العدل”.
ومطلع العام الجاري، ضجت محافظة السويداء بالأخبار التي بوقوع جريمة جديدة راح ضحيتها فتاتان في مقتبل العمر (16 عامًا، و18 عامًا)، وحسب ما رصدت منصة SY24 نقلاً عن ناشطين من أبناء السويداء، فإن مرتكب الجريمة هو والد الفتاتين، والذي أطلق عليهما الرصاص من دون معرفة الأسباب والدوافع وراء ارتكابه لجريمته.
وكانت “شبكة السويداء 24″، وثقت اختطاف واعتقال 140 مدنيًا، إضافة إلى توثيق مقتل 143 شخصًا في أحداث متفرقة خلال 2021 الماضي.